سام برس
في تجربة الفنانة التشكيلية لبنى الحمروني قبيل معرضها الشخصي بالعاصمة
في اللوحة أبث حلمي بين البهجة و الحب و الجمال والسلام لاني ارى ان الناس تحتاج ذلك دائما...
اعمال مستلهمة من الملامح البشرية خاصة المرأة والطبيعة و في بعض الاحيان تحملها ابعادا ثقافية عربية من خلال الخط العربي..
شمس الدين العوني
الفن فكرة الشغف و الحلم حيث يمضي الكائن الى ذاته بحثا عن الآخر الكامن فيه وفق تقصد للجمال و الجوهر و المهم بكثير من رغبات الدواخل و ما به تسعد الكينونة و هي ترى في العناصر و الأشياء و الوجوه حالات شتى يجمع بينها هذا النشيد...نشيد الفن و الألوان مثل أطفال بذاكرة ملونة..

هي فنانة تبحث عن ذاتها في كثير من القول بالنظر و البحث و القلق الذي يفضي الى بعض ما بها من حلم هو صديق منذ طفولتها حيث ترى العالم محتاج الى علبة تلوين لذلك هي تسعى في حبها للفن و دروبه الى تحويل الكائنات و الأمكنة الى علبة تلوين يلهو بها الانسان بعيدا عن خراب الأحوال وهول الحروب حيث السلام و الفرح و الأمل و هي رسالة الفن من أزمنة الانسان القديمة.

لبنى الحمروني فنانة تشبعت منذ صغرها بحب شديد للرسم و التلوين و كان لها أن مضت في هذا المجال لا تلوي على غير القول برسم ما تتخيره من مشاهد و وجوه و مواضيع متعددة حيث الأنثى في تجليات لونية على القماشة و في لوحات أخرى تبرز في تماهيها مع الخط العربي وحروفه الساحرة وكأن اللوحة مجال رقص و حوار ملون محفوف بالخطوط و الكلمات..تنوعت أنشطتها ومشاركاتها المتعددة في تونس و خارجها و كان أن ميزت بحضورها مؤخرا اللقاء الثقافي و الفني بفضاء " الرواق " بسوسة الجوهرة حيث كانت مشاركتها الفنية التشكيلية ببعض اللوحات ضمن حضور واسع لعدد من الفنانين و الفنانات في معرض متنوع بعنوان " قلق " حيث كانت لوحاتها معبرة عن نهجها الجمالي الذي أرادته لبنى الحمروني من سنوات و مضت وفقه لا تلوي على غير القول بالفن و الرسم و التلوين مجالات فرح و حب و لقاء و ابداع...

انطلقت تجرة الفنانة التشكيلية لبنى الحمروني مع الفن التشكيلي باحساس وشعور داخلي هو عشق الفن فكانت البداية نتاج الموهبة الفطرية التي تراكمت بتلقي ابجديات الفن من اساتذة اكاديميين و المشاركة في ورشات تدريبية على الرسم والخط العربي و الاحتكاك بفنانين و المشاركة في الملتقيات والعارض الفنية حيث ترى أن " الفنان يجب عليه صقل موهبته ليكون مبدعا و يصنع نفسه بنفسه و هكذا دخلت عالم الاحتراف ليصبح الفن عندها الجزء المهم في حياتها فهي لا تميل الى موضوع معين او اسلوب واحد ففي كل مرة تجرب نمطا جديدا و قد استلهمت اعمالها من الملامح البشرية خاصة المرأة والطبيعة و في بعض الاحيان تحملها ابعادا ثقافية عربية من خلال الخط العربي واعتمدت على الملمس والشكل و اللون حتى تستطيع التعبير عن مشاعرها تجاه كل ما تعيشه من احداث في حياتها... وعن توظيفها للخط العربي فهي تعتبره مصدر الهام و اشارة للاصالة والاعتزاز بالتراث والهوية العربية كما ان مرونة الخط العربي تضفي احساسا بصريا ونفسيا رائقا و عميقا و ايقاعا جميلا و هي تقول " ..في اللوحة حلمي بان ارفع شعار البهجة و الحب و الجمال والسلام لاني ارى ان الناس تحتاج الى ذلك طوال الوقت.. أنا أعد لمعرضي الشخصي برواق بالعاصمة قريبا لي حلم ببعث ورشة فنية للابتكار والابداع...".

هكذا هي لعبة الفن الجميلة التي غامرت ضمنها و فيها و بها الفنانة لبنى حيث التلوين و الاحالة على ما في دواخلها من أحاسيس و أحلام وفق تنوع أعمالها الفنية و ثيماتها لتبرز كما ترى ذات الفنانة في مختلف المشاركات ضمن المعارض الفنية والتظاهرات الثقافية التشكيلية في تونس و خارجها.

و عن هذه التجربة التي تخوضها فنا و ابداعا تقول الفنانة التشكيلية لبنى الحمروني "...أنا اصيلة مدينة صفاقس ومقيمة بسوسة مستوى التعليمي السابعة اداب و متحصلة على تكوين في الاعلامية و التصرف متحصلة على بطاقة حرفية للرسم والتزويق على جميع المحامل من الديوان الوطني للصناعات التقليدية بسوسة لدي بطاقة عضوية في اتحاد الفنانين التشكيلين بتونس فنانة عصامية موهوبة بخبرة تتجاوز عشر سنوات اتقن مختلف انواع الرسم مختصة في الرسم بالالوان المائية والزيتية قمت بصقل موهبتي عبر المشاركة في العديد من الورشات والمعارض متحصلة على العديد من الجوائز والتكريمات اهمها مشاركة في دار الابرا المصرية لملتقى المبدعين الدولي التاسع عشر 2018 متحصلة فيها جائزة احسن خمسة فنانين متميزين و مشاركة في ملتقى بصمات الفنانين التشكلين العرب 16 بقاعة الاهرام مع وحيد البلقاسمي رحمه الله و مشاركات عديدة بمتاحف وطنية و بفضاءات بالمهدية و سوسة و تونس و المنستير مع العصاميات ضمن ملتقاهن و بدأ ولع الرسم معي منذ الطفولة فهو بالنسبة لي مهم جدا في حياتي و رسالة هادفة وهو المتنفس الوحيد الذي استطيع من خلاله ان اعبر عن كل ما يخالجني من مشاعر واحاسيس وافكار لتصل للمتلقي بطريقة و رؤية فنية جميلة ..."
تجربة و فسحة مع الفن التشكيلي في تنوع من التعاطي معه حلما و انجازا و تشوفا نحو الأفضل حيث الفن بأسواره العالية و الابداع بشديد الدأب و العزم و الرغبات تجاهه و لا يملك عندا الكائن الشغوف بالفن الا أن يمضي في المغامرة بكثير من النظر و البحث و ...الأمل.

حول الموقع

سام برس