سام برس/ متابعات
معرض الفنانة التشكيلية هيفاء المديوني"زخات الشعر"برواق القرماسي (30ماي -جوان 2024)
أعمال فنية متعددة الأحجام و التقنيات حيث اللعبة الجمالية المتماهية مع " فَأَسْبَلَتِ الظَّـلاَمَ على الضِّيـاءِ" لأبي نواس..
الفنانة هيفاء ".. سعيت في معرضي هذا "زخات الشعر" إلى ضبط رؤية تشكيلية خاصة، تستلهم مقوماتها من النص دون تجسيدٍ للصورة الحكائية..".
شمس الدين العوني
ما الذي يفضي بالكائن الى هذا الدرب من البحث و الذهاب تجاه ثنايا الابداع قولا بالقلق و السؤال المقيم في الدواخل غير هذا النظر العميق تجاه العناصر و الأشياء حيث دلال الفكرة و تلوينات دلالاتها .. و تلك البهجة العارمة في الشواسع أين تكمن أحلام الذات هذه المسافرة في الزمان و المكان تتقصد بث حيز من الاعتمال الدفين وفق مقتضيات الفن و نبل معانيه و استحقاقاته الجمالية و الوجدانية...
من هنا و في هذا المجال الطافح بالبحث عن الجديد و نزوعا نحو الابتكار حيث تتعانق الفنون و أحوالها لتبوح بالجامع فيها و بينها من وشائج الجمال و المعاني و البوح البديع نمضي مع الرسم و التلوين في اجتراح مخصوص لما هو ابداعي و دلالي في حيز من عيون الشعر العربي القديم ضمن سياق جمالي يقول بالمشترك الفني و الشعري و التشكيلي نحو منطلقات مبثوثة في مساحات القماشة و بتقنيات مختلفة من الرسم و الحفر و الكولاج و الحروفية و الفيديو ..و غيرها فقط للالتقاء في ما هو دال بشعرأبي نواس و في قصيدة المغتسلة المفعمة بالصور و العمق البلاغي و الحركة فكأن الفن في شموليته يستدعي التشكيل للقول بما في ذات الفنانة التشكيلية المعنية هنا من تنويع جمالي مواءمة و ملاءمة للمعنى و الذهاب به الى تنويعات مختلفة تقول بالنهاية بالروح المبحرة في شؤون الشعر و شجونه نحو التشكيل .
الفنانة المعنية هنا و بهذه العوالم من المغامرة الفنية التشكيلية هي الفنانة التشكيلية هيفاء المديوني التي قدمت في سياق تجربتها الفنية و منذ سنوات من مشاركاتها الفنية الفردية و الجماعية بتونس و خارجها حيزا من اقتراحاتها الفنية التشكيلية التي عبرت عن وجدانها الجمالي في تخير يشي بالذات و اعتمالاتها و هي تحاور ذاتها والآخرين و العالم حيث اللوحة فضاء قول بالقيمة رمن التداعيات و الضجيج...انها لعبة الفن في مواجهة السقوط المريب حيث الفنان يمضي مع الحالة ضد الآلة نحتا للقيمة و تقصدا للجمال. أعمال المعرض الجديد متعددة و تقدمها الفنانة التشكيلية هيفاء المديوني لجمهور الفن و الابداع التشكيلي البصري ضمن عنوان لافت هو " زخات الشعر " و ذلك برواق الفنون علي القرماسي للفترة من الخميس 30 ماي الجاري الى غاية يوم 13 جوان 2024..
في معرضها الشخصي هذا و الذي يضم حوالي 26 عملا فنيا من أحجام مختلفة و كذلك التقنيات وفق عنوان دال هو " زخات الشعر " نجد عناوين متعددة منها " فتاة الريح " و "شعر بالحروفية " " ضوء الرجل " و امرأة النار " و انعكاس " و " امرأة الأرض " و " الطريق الى الذات " و " في الفضاء " و المرأة الزرقاء " و غيرها ..
تتوغل في لوحات هذا المعرض و مختلف أعماله الفنية متأملا فتلمس تلك المسحة من شاعرية التعاطي تجاه الفكرة المحيل اليها عنوان هذا المعرض في استلهام الفنانة هيفاء الذي يجمع بين شعر أبي نواس و الشعر المنسدل المتعدد الوظائف من القصيدة الى اللوحات..استلهام جمالي تمضي فيه المديوني مبرزة بلاغة الشعر و التلوين في تعبيرية تخيرتها وفق مرحلة جديدة من التعاطي الفني التشكيلي بعد تجربتها مع المعارض السابقة
عبر تقنيتها في التعاطي الجمالي في " زخات الشعر " ..

فنانة تمضي في سياق من البحث وفق ثيمات تنهل فيها من تفاصيل بها ألق الجمال شعرا و صورة و تخييلا تلون ما بدا من ابداعيتها بكثير من ذاتها الحالمة و التواقة نحو الاختلاف و الرهافة ..و التأويل ..رهافة الشعر و الرسم و التلوين و ..تأويل مضاف لما اكتنزه تراثنا الشعري العربي القديب من جمال و ابداع عبر عن بعضه الشاعر أبي نواس ..شعر منسدل يحوي كونه الجميل و شعر في هيجانه الرجيم و شعر في تجريدية حالمة و شعر ...و شعر متعدد الأحوال حيث الأنثى التي تبثه شيئا من دلالها و هيئاتها و هي تبرز طوعا و كرها كيفما عن للفنانة التشكيلية هيفاء المديوني أن تتمثلها في اللوحات و الأعمال الفنية منها المابينغ و الأكوارال و النحت و الأكريليك و هي بالنهاية لعبة الفنانة في هذه العوالم الحالمة من الشعر و التشكيل وفق جماليات الانسدال و الحركة و الحضور البينو الدال في فضاءات اللوحة و بالفيديو ..انها أيضا تجربة جديدة تخوضها الفنانة هيفاء التي تقول عنها :

"...أنّ شغفي الشخصي بالشعر العربي القديم، عموما، وقصيدة المغتسلة لأبي نواس، خصوصا، كانت المنطلق الأساسي وراء اختيار موضوع المعرض، فهي مُشبعة بالصور الشعرية الحكائيّة. لهذا أردت الخوض في مغامرة بحث في مضمار الفن التشكيلي منطلقة من فكرة وإمكانية تأثير الفنون وتأثّرها في ما بينها مراهنة على تأسيس عالم تشكيلي اسعي من خلاله الى الارتقاء لعالم أبي نواس بشكل خاص يقوم على فعل تطبيقي من خلال هذين البيتين بالخصوص :

(فَلَمَّا أَنْ قَضَـتْ وِطْرًا وَهَمَّـتْ
عَلى عَجَـلٍ لِتَـأْخُذَ بالـرِّدَاءِ
رَأَتْ شَخْص الرَّقِيْب على التَّدَاني

فَأَسْبَلَتِ الظَّـلاَمَ على الضِّيـاءِ

فَغَـابَ الصّبْحُ مِنْها تَحْتَ لَيْـلٍ
وَظَلَّ الـمَاءُ يَقْطُـرُ فَوْقَ مَـاءِ )..

و ما شدّني هو تلك الاستعارة التي تقوم على التقابل بين الظلام والضياء، الليل والصبح. فالظلام كناية على سواد شعرها، والضياء كناية على إشعاع لون بشرتها. كما أنّ وصف عملية التخفّي التي قامت بها المرأة عندما فوجئت بالرقيب ليعطينا الشاعر إيحاء بالحركة الكونية كما أشار توفيق بكار: " قد أبى الشاعر أن يقفل المشهد وجمال المرأة موشحا بكثافة الليل وسواده حجب الجسد في نشوة العناق مع الماء" . ..وعلى أساس هذه الصورة الشعرية سعيت في معرضي زخات الشعر إلى ضبط رؤية تشكيلية خاصة، تستلهم مقوماتها من النص دون تجسيدٍ للصورة الحكائية ليكون المعرض منطلقا من عناصر ذكرت في النص الشعري : التجلي والتخفي من خلال "غاب الصبح منها تحت ليل" وسيكون الشكل والخلفية المساعد في تفعيل هذا المفهوم، التباين المعتم والمضيء من خلال "أسدلت الظلام على الضياء"، الخط والكتلة و ما يترجم الشَّعر تشكيليا. فالغاية هي بناء هذا البحث على عدة خصائص ورموز تشكيلية، وبالتالي تكامل الفكر مع المادة..." .
أعمال متعددة هي خلاصة التجربة الجديدة للفنانة التشكيلية هيفاء المديوني التي تقدمها لجمهور الفن و الابداع التشكيلي البصري ضمن عنوان لافت هو " زخات شعر " و ذلك برواق الفنون علي القرماسي للفترة من الخميس 30 ماي الجاري الى غاية يوم 13 جوان 2024..

حول الموقع

سام برس