سام برس
شعر : أ. د. أحمد قايد الصايدي
جاءَ أيلولُ بعد سِّتِّينَ عاما
حُلْمُ جيلٍ بهِ ارتقى وتسامى
كلُّ عامٍ يأتي ويمضي سريعاً
باديَ الحُزْنِ مُشفقاً أن نُلاما
حملَ الشَّمسَ فَجْرَ يومٍ عظيمٍ
وعلا صوتُهُ يهزُّ النِّياما
شقَّ ليلَ الدُّجى صباحٌ بهيٌّ
فازدهي يا ربى وتيهي ابتساما
غمرَ الأرضَ غيثُهُ فارتوينا
والرَّوابي انتشت وفاحت خزامى
وتباهى زهواً وفخراً بشعبٍ
ظنَّه بعد صَحْوهِ لن يناما
آهِ أيلول، ما وفينا وعوداً
لم نصنْ أرضَنا ولم نُعلِ هاما
قد خجلنا ونحن نبدي اعتذاراً
كلَّ عامٍ ولا نجيدُ التزاما
يا لقومي، أراهمُ قد أضاعوا
سبلَ الرُّشدِ استبدلوها خصاما
مزَّقوا شملَهم وضلُّوا طريقاً
وحَّدَ السَّهلَ والرُّبَى والمَراما
قد نسوا حُلْمَهم وتاهوا سنيناً
حكَّموا في مصيرهم أقزاما
أمسهم حاضرٌ تراهم أضاعوا
قدرةَ الفعل استبدلوها كلاما
ربضوا في قيودهم حيث كانوا
أوغلوا في خلافهم إنقساما
لمَ ثرنا إذاً؟ سؤالٌ مُلِحٌّ
ثورةُ الشَّعبِ نهضةٌ تتنامى
ونضالٌ نخوضُهُ مستمرٌ
وبناءٌ نُشِيدهُ مستداما
وعلومٌ نرقى بها راقياتٌ
ونظامٌ للحكمِ ليس اغتناما
شورويٌ يرضاهُ شعبٌ عظيمٌ
يسديَ النَّاسَ خدمةً واحتراما
ثورةُ الشَّعبِ رؤيةٌ وسلوكٌ
إن نحافظ عليهما لن نضاما
إيهِ أيلول، كن لنا نهجَ حبٍّ
ملهماً يُبْدلُ الخصامَ وئاما
وحِّد الأرضَ والنُّفوسَ جميعاً
سدِّدِ الخطوَ اسبغْ علينا سلاما
لا تزُرنا في العامِ يوماً وتمضي
إبقَ فينا نوراً مضيئاً دواما
صنعاء، 26 سبتمبر 2024م