بقلم/ الدكتور حسن حسين الرصابي
هناك مقولة متداولة تشير إلى ان العرب لا يقرؤون وإذا قرأوا لا يفهمون مثل هذه المقولة أصبحت متواترة وسائدة .. ويحلوا للمرء احياناً أن يتساءل كم من المفكرين والقادة وكتاب العرب قد قرأوا "التلمود" وعرفوا ما تخطط الصهيونية ليس لهذه المنطقة وحدها بل للعالم كله ؟
من منهم قرأ بروتكولات حكما صهيون بتمعن وروية ووعي.. فهذه البرتوكولات مهما أدعوا زيفها هي صورة مصغرة لدستور" التلمود" الذي يجيز القتل والبغي والسلب والنهب والظلم والعدوان في سبيل اسرائيل ومصلحة إسرائيل ويحض على تدمير كافة المؤسسات البشرية ونسف المفاهيم الانسانية والمبادئ والعقائد والأخلاق والاديان ليبقى اصحاب البروتكولات هم وراء الانهيار الاجتماعي والأخلاقي في العالم .. ووراء انحرافات الطلاب .. وراء شيوع تيارات الفساد والالحاد .. وانتشار عصابات "المافيا" وأندية الدعارة وانتشار بؤر المخدرات وتحطيم الطاقات الفعالة في الشعوب .
يستحوذون على المعرفة ويملكون المال ويملكون وسائل الدعاية وكل وسائل الاعلام .. ويتحكمون في أقوى وأغنى الدول ويتسلطون في كل مجتمع وناد .
وفي وقتنا الحاضر ومن خلال ما نشاهده من جرائم دولة إٍسرائيل في غزة ولبنان ومع جيرانها في المنطقة سقطت كافة الأقنعة وأنكشف السحر والساحر .. وتقهقرت أمام زحفهم وطغيانهم الحضارات بشكل عام وتعرضت الحضارة الإسلامية على وجه الخصوص إلى هزات عديدة والى أسئلة عالية المخاطر.
واليوم تواجه الحضارة الاسلامية والأمة العربية بصفتها القائدة للحضارة الاسلامية التحدي الأكبر الذي يستدعي من الجميع توحيد المواقف وتعزيز الوقوف أمام هذا التحدي بصدق نية واخلاص وأمانة إذ لا مكان للمداهنة والحذلقة والخوف لأن المستهدف هي الأمة ونصابها الجغرافي والديمغرافي ..
أن مثل هذا التحدي يحتم على الأمة ان تصحو من غفلتها وتغاضيها .. مما يجعلنا نتساءل يا ليت قومي يعقلوا " أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي العُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ" بكتاب الله وعقيدتنا هما التحدي الذي يتعلق أمل الدنيا وخلاص البشرية بالإسلام كرائد لها فإذا انكفأت تلك الحضارة أمام ذلك الزحف فعلى الحق والعدل والخير والنضال والمقاومة في الدنيا السلام لم تبقى لنا قضية ولم يبقى شعب أسمه فلسطين .. فقد تمادى الطغيان الصهيوني ليصل إلى المفاهيم الاساسية .. مما ينذر بانهيار الأمة لا سمح الله ..
لكن بفضل الله لن يتم هذا الظلم والطغيان الصهيوني لكونه بني على ظلم والله سبحانه وتعالى هو المنتقم من المجرمين والمتآمرين ولن تكون العاقبة إلا للمتقين " فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ" الله سبحانه وعدنا بأن للباطل جولة لكن النصر للحق هو الذي سيفشل المخطط ثم بصحوة الرجال المؤمنين .. لن يسود مجد إسرائيل القذر الغاصب ولن يصبح ملكاً على حمانا وجماجمنا وأشلائنا سفاحاً ما دمنا مؤمنين لكن حكمته سبحانه وتعالى التمحيص لحكمة يعلمها (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ (هذا وعد الله وكلام الله.
ونحن يا سادتي .. مانحن ومن نحن نواجه التحدي بالتخلي عن أمضى أسلحتنا في المعركة ونقف عارين ضالين تائهين ضائعين ننهش ونسقى دم ضحايانا ونعش صرعى كماشية في سوق جلاب مخدرين منومين مسوقين إلى الذبح كالعجول في سوق الربوع يقول الله سبحانه وتعالى: " أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ " .
وما نكتبه في هذه الأحرف الكئيبة هو صرخة الفجيعة وصيحة النذير وآخر وتر للقوس وبقية الرجال .. تصبح لا رجاء إلى بالرجوع إلى الايمان بالله الحق المبين وبكتابه العزيز يقول الله سبحانه :" فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " .
ويتساءل المؤمنون في غزة العزة عن أين اخوانهم في العقيدة والعروبة والإسلام ويحكم لماذا تتفرجون ولماذا نظلم ونقتل ويمنع علينا وسائل الحياة أهمها القوت الضروري الطعام والماء والعلاج لان هذا الكيان يريد إبادتنا بالمجازر اليومية إنها تريد لشعب فلسطين التطهير والموت والفناء بكل السبل والطرق الكيان الصهيوني يتعنت ويستمر في غيه وإجرامه متحدياً كل القرارات والنداءات الدولية لوقف اطلاق النار .. واخيراً تفرغ المستشفيات من محتوياتها من العلاج وتعتقل الأطباء أخرها مستشفى كمال عدوان .. والخطر الأهم قرار الكنيسة الإسرائيلية منع منظمة الأونروا من العمل وتمنع المساعدات الإنسانية من الدخول للمحاصرين ولأمراض .. انها قمة الاستهتار بالقانون الإنساني وكل الأعرف وقوانين الحروب ,بل يتنافى مع كل الرسالات السماوية وبما أنزل الله على رسوله الكريم في كتاب الله المحفوظ: " وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ "
لماذا وكم نقول لماذا وليس من مجيب ؟!!
أرأيت أمة تكشف عن مقاتليها للأعداء وتخذلهم ؟!!
أرأيت إعلاماً يماثل إعلامنا نحن العرب تفاهة وانحدار ومن لا يصدق يتابع قناة العربية وأخواتها.؟؟
أرأيت قادة وساسة في العالم كقادتنا وساسة كساستنا تحولت قضيتنا ومقدساتنا في أيديهم إلى لعبة حمقاء..؟
وهل رأيت في الدنيا علماء دين كعلمائنا المبجلين يفتون لصالح المحتل الغاصب يحللون دماء المجاهدين أبطال الأمة ويذبحون الشرف والكرامة وينسلخون عن الدين من أجل حاكم غاشم ودنيا فانية ؟؟