بقلم/ محمد يوسف
ربطت الولايات المتحدة السياسة بالعمل الإنساني، فاختارت أن تكون متفرجاً على الكارثة التي أصابت سوريا بعد الزلزال المدمر، وسار معها من يدورون في فلكها، ولم يعاتبها أحد، هذا قرارها، وهذه مواقفها التي تجد لها مبررات كثيرة، ولن ينفع معها النقاش والجدل، فمن لم تهزه الصور التي تنقل من المناطق المنكوبة لن يؤثر فيه الكلام.

نعرف جميعاً أن للولايات المتحدة موقفاً حاداً من النظام السوري، وفي المقابل أيضاً نعرف أن من اختارتهم الإدارات الأمريكية المتعاقبة ليشكلوا معارضة ويكونوا بدلاء، وزودتهم بالدعم العسكري والأسلحة، نعرف أنهم ليسوا قادرين على توحيد الشعب السوري والخروج به من الأزمة المستمرة منذ عام 2011، بل نعرف ونعلم علم اليقين أنها اختارت الأسوأ من التنظيمات والحركات الفئوية ذات التوجه العنصري والطائفي والانفصالي، وتكفي حركة «النصرة» الإخوانية التكفيرية حتى نتيقن من أن الولايات المتحدة لم تسلك طريقاً يساند الشعب السوري!

ومع ذلك، ما كنا نتصور أن الدولة العظمى ستعاقب شعباً لأنها على خلاف سياسي مع نظامه، وحجتها أن المساعدات الإغاثية قد تقع في يد أتباع النظام، وهذا لم يحدث أبداً، والشواهد نراها أمامنا، فالشاحنات من البلاد العربية لا تتوقف، والجسور الجوية لا تنقطع، وفرق الإغاثة كانت في موقع الكارثة منذ اليوم الأول، ولم يعترضها غير جماعة الإخوان التي لا تعترف بإنسانية الإنسان أو تعاليم الدين، وهي التي حاولت أن تتولى الإشراف على توزيع المساعدات في المناطق التي تسيطر عليها، ولم يتحقق لها ذلك.

من يتحركون ويساندون يستهدفون المتضررين بعيداً عن الحجج الواهية التي أطلقتها الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، فالإنسان لديهم يتقدم على السياسة ومتاهاتها، وهنا، في مثل هذه المواقف يظهر المعدن الأصيل، وقد سجله العرب، وأولهم كانت الإمارات التي تقدمت الصفوف لنجدة الأشقاء، ولم تتوقف حتى اليوم، وتبعتها كل البلاد العربية بما استطاعت، سواء كانت تقيم علاقات سياسية مع سوريا أو لا تقيم، فالنظرة واحدة، وهي أن الإنسانية تأتي قبل السياسة.

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس