سام برس
عن تجربة الفنانة التشكيلية و الباحثة سلمى فنيرة قبل معرضها الشخصي برواق بالعاصمة :
سفر ملون نحو الجمال المبثوث في المدينة و المشاهد حيث الأبواب و الأقواس و الأزقة وبهاء المعمار و هدوء الايقاع بين تشخيصية و تجريدية ..
تقول : "..الفن غذاء للروح و هو عالمي الذي أحبذه و أشعر فيه بحريتي و ذاتي التي يغمرها الحلم و التحدي و الشجن ..".
شمس الدين العوني
الشغف بالفن و الهيام بتلويناته و تفاصيل دروبه ضرب من الترحال و السفر في معان شتى بين الأمكنة و الينابيع حيث القول بالابداع و الذهاب وفق وجهته لأجل رغبات عميقة البدايات من طفولة ما تزوال مقيمة في أرض الذات...هذه الذات التي تشربت من بيئة ثقافية و أدبية و فنية حاضمة هذا الوجد و الحكايات و الحنين و هنا نعني تجربة فنانة تخيرت هذا النهج من الفن و التراث و التلوين و الرسم لرصد حيز مهم من ذاتها المثقلة بالتواريخ و الفنون و الابداع ..

هكذا مضت فنانتنا في هذا الغرام بالرسم و الفن منذ طفولتها التي تعددت مصادر النهل فيها و ضمنها ما جعلها تتحسس طريق الفن الطويلة برسومات فيها مجالات تلوين بروح طفولة بين عفوية تجريدية فكأننا و نحن نشاهد هذه المرسومات الطافحة بالتلوين لبنت السنوات الثلاث ..كأننا أمام بستان من تلوين يحيل الى البراءة و عوالم البهجة و الأمل و الفرح..انها أعمالة دالة منذ البدايات على موهبة عملت فيما بعد سنوات و أزمنة على صقلها و صونها و تعهدها لتكبر الفكرة و الحلم..فكرة الرسم و التشكيل..و الحلم بما هو جدير بالجمال و الابداع في محاورة القماشة و اللوحة ..

من هنا بدأت حكاية الفنانة التشكيلية و الباحثة في التراث و الأستاذة بالتعليم العالي سلمى فنيرة التي تخيرت لها طريقا في الفن قولا بالرغبة في الابداع و الامتاع و سعيا لنحت التجربة التي تمضي بها الى أقاصي الحلم و حكاياته الممكنة التي بدأت معها في سنوات الطفولة الأولى..

"... لها بين الرسم و الكلمات و الشعر فسحة و تأملات حيث الكلام جمال..و للشعر فيه مجال.. اللون و الحلم و الأمنيات..ترى في الفن أحلى الصور..تجيء الفكرة لديها لترسمها فيخضر غصن و تزهو الحدائق ..و كل الذي هو طير سيشدو..بألوانها الزاهية و بالاغنيات..قماشتها حكاية فن و حلم و سفر..تقول للوحات قلب.. تمهل هو اللون عشق قديم ..انا طفلة الوقت و الأمنيات..و لي لون الصباح و شدو المساء و حب الأساطير ..و كل ما للشجر من الاخضرار و المجد...و عشق السفر..و المواويل ..و أحلى الشجن...".
الفنانة سلمى درست الفنون الجميلة بالمعهد العالي و لها ماجستير في التراث ضمن حفظ و ترميم الممتلكات التراثية و تدرس بالجامعة الرسم و التراث و حفظه و تسعى للترسيم لنيل شهادة الدكتوراه..

في لوحات الفنانة التشكيلية و الباحثة سلمى فنيرة سفر ملون نحو الجمال المبثوث في المدينة و المشاهد حيث الأبواب و الأقواس و الأزقة وبهاء المعمار و هدوء الايقاع هي مفتونة بالتراث و المعمار و بما يمنحها جمال الرسم و التلوين و كذلك ما هو بين من جمال العناصر في تجريدية متناسقة المشهدية و التلوين فضلا عن المزهريات و ما بها من تشكيلات الزهور و الورود و كذلك الطبيعة الميتة..فنانة بحساسية خاصة ترى في الرسم مجالا للقول بالذات في تعدد أحوالها و شواسعها وفق عنوان الفن الذي هو حلمها المفتوح تجاه مكامن الدهشة و الألق بين العناصر و الأشياء و الأمكنة..

من تلك اللوحات البسيطة بروح الطفولة و التي أنجزت في سنوات الذات الأولى ( عمري بين 2 و3 سنوات ) حيث الدراسة بحضانة الراهبات بخزندار ..بدأ المشوار حيث الجذور العائلية العائدة للموريسكيين و الأتراك و في بيئة الأدب و الثقافة للجدود و القرابة بالأديب علي الدوعاجي و تطورت العلاقة في هذا الحب للفن و الرسم مع الموهبة وصولا الى الدراسة في معهد الفنون الجميلة و كانت اللوحات التي شهدت مشاركات في معارض فنية جماعية و الحصول على عضوية اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين و المشاركة ضمن معارضه و أنشطته المختلفة ..

عن هذه التجربة التي خاضتها في عوالم الفن التشكيلي تقول الفنانة التشكيلية سلمى فنيرة "..الفن غذاء للروح و هو عالمي الذي أحبذه و أشعر فيه بحريتي و ذاتي التي يغمرها الحلم و التحدي و الشجن ..منذ الطفولة كانت لي أعمال فنية فأمي كانت ترسم و أبي كانت له مهارات يدوية و في هذه الأجواء نشأت و تكونت ملامح غرامي بالفن ..أعمل بتناسق بين ثنائية النظر للواقع و التخييل و هذا موجود في لوحاتي التي تشمل المشاهد و التراث و المدينة و الحب و السلام و الطبيعة و يظل طموحي قويا للمواصلة في الفن بين التشخيص و التجريد و حلمي الجارف هو اقامة معرضي الشخصي عند بداية الموسم الثقافي و الفني الجديد لأبرز جانبا مهما من تجربتي الفنية التي أتمنى أن أضيف لها شهدت مشاركات عديدة لي في تونس و خارجها ...الرسم يعبر عن وجداني كما الشعر ايضا و في لوحاتي أسعى لأستلهم من كل شيء..المكان له دلالته الوجدانية و الجمالية و قد زرت كلا من اسبانيا و تركيا و فرنسا و ايطاليا و تعلمت من كل ذلك قيمة الفن عند الانسان و في الحياة و الوجدان ..في لحذات العناق مع اللوحة و عند العمل الفني أشعر باحساس خاص و كأنني قد تجردت من كل شيء لأسبح في عوالم الجمال و السحر و الحب و الابداع و يالها من متعة لا تضاهى..الفن يعطينا الكثير و يمنحنا أبعادا أخرى لذواتنا المتعبة والمرهقة من اليومي..في هذه الفسحة من التعاطي مع الرسم تصحبني الموسيقى الرائعة و التي أحبها مع الأغاني لمحمد عبد الوهاب و أم كلثوم و ماجدة الرومي و الفن العالي عموما ..التراث مهم و لا بد من الابداع ضمنه بتجديد النظر و المواءمة الحداثية لمكوناته ..درست الفنون الجميلة بالمعهد العالي و لي ماجستير في التراث ضمن حفظ و ترميم الممتلكات التراثية و أدرس بالجامعة الرسم و التراث و حفظه و أسعى للترسيم لنيل شهادة الدكتوراه ..تأثرت في تجربتي بعدد من الفنانين العالميين على غرار سالفادور دالي و بيكاسو و المنحى التكعيبي ...و في تونس أذكر حاتم المكي و عبد العزيز القرجي و الزبير التركي...".

هكذا تمضي الفنانة و الباحثة سلمى فنيرة في مجال تخيرته لغرامها القديم منذ خربشاتها و رسوماتها المفعمة بروح الطفولة لتواصل هذا اللعب الفني الجمالي في كثير من الرغبات و الأحلام و الدأب و التحدي و أيضا النزوع نحو ما هو وجداني فالفن عندها كشف و اكتشاف للذات التي ترى في الرسم و التلوين و تثمين التراث و تعهده عالما من السحر و الابداع و الامتاع ..تجربة مفتوحة على أعمال قادمة اعدادا للمعرض الفني الشخصي بداية موسم ثقافي مقبل و جديد..

حول الموقع

سام برس