بقلم/ حسن حسين الرصابي
غبار كثيف وضباب متعاظم بدأ يملأ اجواء المنطقة العربية.. في مجملها من صناعة المخابرات الصهيونية الموساد.
وما يحدث في المنطقة العربية يتجاوز كثيراً توقعات كل المحللين السياسيين ما ظهر منه إلا القليل جراء العمل المخابراتي المضمر والمبطن الذي تحرص عليه مطابخ المخابرات الدولية التي أند فعت مؤخراً لتحدث فيه متغيرات تخدم اجندتها ويضع المنطقة امام أكثر من احتمال..

وبدءاً من مسمى الشرق الأوسط ثم توالي أسم الشرق الأوسط الجديد ثم الشرق الاوسط الكبير .. ثم تبعها من الثورات الملونة البرتقالية التي دعمتها المخابرات الدولية وفي الصدارة منها المخابرات الامريكية.. وما شاكلها من مسميات إلى ثورة الربيع العربي الذي جاء في مجمله متوافقاً مع ترتيبات المجمع المخابراتي الاقليمي والدولي ..

لكنا في المقابل تظل كل التحديات هينة إذا جئنا وعقدنا مقارنة مع موجبات البشارات والعطاءات لا سيما وإن اليمن تعيش مناسبات عظيمة بما يليق الاحتفاء بها ..

فقد جاء احتفالنا بالمولد النبوي الشريف : الذي كان مميزاً وواسعاً وموحياً وملهماً وجسد روح الأمل والعمل وأظهر للعالم كم هي صلتنا كيمنيين قوية وراسخة مع رسولنا الأعظم مع الطموحات الإسلامية كوحدة عضوية إيجابية قائمة بين الشعب وثوابته الايمانية القوية..

ومواكبة هذه المناسبة الجليلة مع مناسبات وطنية غاية في الأهمية وهي ذكرى الثورة اليمنية المتجلية في 21سبتمبر , و26سبتمبر 14أكتوبر..

فيوم 21سبتمبر كان يوماً مميزاً اجتاز فيه اليمن تحديات وتهديدات وذهب بكل ثقة نحو طموحات وطنية التقى عندها الجميع فقد أزاحت قوى الفساد واحيت المشاعر الوطنية وأرست أسساً جديدة في التعامل مع القضايا الوطنية وجرى ترسيخ قيم جيوسياسية حققت لليمن حضورها الاقليمي والدولي ولا سيما بعد أن فرضت سيطرتها البحرية على البحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط في مطاردة السفن الصهيونية أو المتعاونة مع الصهيونية ..

وكل ذلك بفضل ثورة 21سبتمبر الغراء الذي تأتي تكملة لثورة 26سبتمبر المجيدة التي هي محور الهوية اليمنية الواحدة ومعبرة عن قوة اليمن وموجبات هذه القوة التي تؤكد أن اليمن يعتبر اضافة نوعية للمجتمع العربي وداعمة لعمقه الإسلامي .

وعلى هامش كل هذه الفعاليات والموجبات تظل الآمال مشرعة على مواصلة التغيير والإصلاح وعلى التوجه نحو البناء والتنمية رغم المصاعب ومخاطر الطرق المؤدية إلى ذلك .. لأننا لو أردنا أن نقرأ واقعنا لهالنا حجم المخاطر وطبيعة الوهاد والوديان والجبال التي تحجب عنا الرؤية وتلقي بكل الأعباء في طريقنا الطموح نحو واقع مبشر ومنشود نحن اليوم أمام أهوال تصطنعها المخابرات الدولية التي تحصي انفاسنا وتوظف قدراتها المتعددة لتحبط فينا الأمل وتصطنع المعوقات وتضاعف من المتاعب وتحديداً الحصار والحرب الاقتصادية التي تستهدف مقومات نهوض الوطن وتضع عراقيل تعيق المسار وتحبط الآمال..

ولذا فان الجهود ينبغي ان توظف لخدمة التنمية والاقتصاد الوطني كونه التحدي الابرز الذي يشخص امام الشعب وقواه الوطنية..

لكننا مع كل احتفال ومع اطلالة كل مناسبة عظيمة للوطن ننتصر لإرادتنا ونشحذ الهمم للسير الواثق الآمن في طريق النمو والانماء واحياء الآمال في النفوس فلا نبالي بكل تحد يطال المنطقة كوننا قد اكتسبنا الخبرة الكافية للتعامل بايجابية مع هكذا تحد..

وللأهمية هنا فان القراءة في هذه المرحلة للتفاصيل السياسية والاجتماعية وكذا المحددات الرئيسية التي يستند عليها النهوض الوطني ومهما كانت المنطقة ملتهبة والتحديات فان اليمن برجالها وابنائها الشرفاء والحالمين بالغد الأفضل قادرة على أن تتجاوز العقبات وتبني جديداً وتؤسس لمعطيات فرضت ذاتها على الواقع العربي وعلى الجغرافيا السياسية في المنطقة عنوانها العدل والقوة والإنصاف والوقوف مع الملهوف والمظلوم والانتصار للقضايا العربية المصيرية ..

ولهذا فان الأعباء الوطنية هي محطات لا غنى من الاحتماء بها وتجسيد قيمها والانتماء اليها فهي هوية وعنوان وثقافة ورؤية يجب أن نحتفي بها كما ينبغي وكما يجب.


نقلاً عن سبتمبر

حول الموقع

سام برس