بقلم/ عماد الدين أديب
كالعادة نسمع آراء عدة متناقضة في اختصاص ملف واحد في الوقت ذاته من مسؤولين عدة في إيران!
كالعادة نسمع الاعتدال والتشدد، القبول والرفض، التسوية والحرب من المسؤولين الإيرانيين في اليوم ذاته حول الموضوع ذاته.

آخر هذه التصريحات المحيرة هي تصريحات الرئيس «الإصلاحي المعتدل» بزكشيان الذي أعلن مرات عدة منذ خطاب تنصيبه في البرلمان إصراره وتأكيده على أنه يسعى إلى فتح قنوات التفاوض حول الملف الإيراني، وأن الحوار وحده هو السبيل للتقدم في هذا الموضوع.

في اليوم نفسه الذي كرر فيه بزكشيان هذه «الدعوة العاقلة» أدلى بتصريح يؤكد فيه حرص بلاده على إنتاج «الصواريخ الباليستية الفرط صوتية» وأنها لن تتخلى عن مساعدة الحوثيين في أبحاثهم في هذا المجال.

يأتي هذا التصريح عقب تكرار تصريحات غربية على احتمال إصدار عقوبات إضافية على إيران لتصديرها صواريخ فرط صوتية إلى روسيا لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا ورد الفعل الغاضب تجاه الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على «يافا».

وهكذا تلعب طهران لعبتها التقليدية وهي المزج بين التصريح العاقل المعتدل مع السلوك الأمني العسكري الضاغط على مصالح «العدو».

وفي الوقت الذي يؤكد فيه جنرالات الحرس الثوري الإيراني ليل نهار عن التزامهم القوي «للحلفاء المقاومين» في لبنان واليمن والعراق وسوريا، فإن آخر تصريحات الرئيس بزكشيان في أول مؤتمر صحفي عالمي له أكد مراراً وتكراراً أن بلاده لم ترسل أي صواريخ إلى اليمن، «وأن الحوثيين لديهم من المواد ومن الخبرة التقنية لتصنيع وتوجيه مثل هذا الصاروخ الباليستي» على حد قوله.

المصادر الغربية المتخصصة في التسليح العسكري تؤكد أن قدرات الحوثيين من ناحية التسليح والتدريب تعتمد بالدرجة الأولى على الحرس الثوري الإيراني.

وتقول المصادر العسكرية إن صاروخ الحوثي هو إيراني الابتكار من طراز «رضوان» المتوسط المدى.

ويمكن القول بارتياح دون تجنٍ أن إيران تضغط بــ«الباليستي» من أجل الحفاظ على «النووي»!

إنها لعبة الشد والجذب المتكررة التي يتعين على خصوم إيران التعامل معها بذكاء وحكمة.

باختصار من أجل سلامة «كييف» و«تل أبيب» من الأفضل للغرب أن يعود إلى طاولة مفاوضات خمسة زائد واحد.

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس