بقلم/ الدكتور حسن حسين الرصابي
مفاهيم ثورة 14 أكتوبر راسخة ضد الاستعمار القديم الجديد
قيم الثورة الا كتو برية متجددة في النفوس
62عاماً مرت على انبلاج الثورة الا كتو برية التي انطلقت من جبال ردفان الشماء العالية .. حيث انطلقت الذئاب الحمر صوب معسكرات الانجليز وصوب اطراف الامبراطورية البريطانية العجوز التي استعمرت جنوب اليمن طوال 129عاماً ما رست خلالها كل الاعيب المكر البريطاني وبسط النفوذ على اهم منطقة استراتيجية في الوطن العربي وفي أهم مضيق دولي خطير المتمثل في باب المندب الذي وفر للسياسة البريطانية امكانية بسط سيطرة دولية على أهم واخطر مجرى ملاحي في العالم البحر الأحمر .

62عاماً مرت على ثورة هزت اركان وعروش بريطانيا اذ بدأت الامبراطورية البريطانية تقرفص وتنكمش بعد خروجها من عدن مدحورة في العام 1967م بعد ان اذاقتها ثورة 14اكتوبر الويل والثبور وجرعوها المعاناة والآلام بالسلاح والنار ..

ولنا في هذه المناسبة اليوم ونحن نتنسم اريج هذه الثورة المباركة ان نستشهد بأبيات شعرية جميلة من شاعرنا الفذ الدكتور عبد العزيز المقالح رحمة الله عليه .. بعنوان "نشيد الذئاب الحمر" حين بدأ القصيدة :

ذئاب نحن فوق جبالنا المشدودة القامة
نعيد الفجر ننسج للضحى لنهارنا هامة
وننقش في جبين الشمس موكبه وأعلامه
ونحفر للدخيل القبر نسحقه وأصنامه
إلى أن يقول في قصيدة طويلة :

على وكر النسور هنا مواقعنا على ردفان
نثبت راية التحرير نرفع راية الانسان
ونكتب للزمان قصيدة ذهبية الألوان
قصيدة حبنا لديارنا للأهل .. للأوطان

واليوم ونحن نعيش وهج ثورة 14 أكتوبر فان الكتابة على هامش هذا الحدث البارز بعد 62 عاماً يكون له على هامش هذا الحديث البارز بعد 62 عاماً يكون له دلالاته العديدة .. اولى هذه الدلالات انها ثورة متجددة في ذاتها وفي محتواها وتنشأ اسئلة عديدة هي ان هذه المنطقة المهمة الجيوستراتيجية ما زالت منطقة اطماع اجنبية ومحطة تاريخية تتصارع فيه الارادات فها هي اليوم امريكا ومعها الكيان الصهيوني وبريطانيا يعاودون الاهتمام والتواجد في اخطر منطقة فهذه جزيرة ميون وجزيرة سقطرى تشهد تدخلات اجنبية وبسط نفوذ دولي عليها تحت مسميات واصطناع مواقف معينة مكيفة حسب سياسات المستعمرين الجدد الذين لا يريدون ان تكون عدن وجزر اليمن بعيدة عن وطأة نفوذهم ورغم ذلك سنظل نحتفي بذكرى ثورة اكتوبر حتى وان غالبتنا غصة تواجد الأجنبي في جزء مهم من أرضنا ووطننا وهذه الاحتفالية انما هي نوع من الجهاد المعلن نتمثل فيها قيم الثورة وقيم الثوار واخلاقيات وحدة الوطن اليمني من اقصاه الى أقصاه .. ونؤكد خلال احتفالاتنا اننا لن نصمت عن التدخلات الاجنبية التي ينبغي لقواها ان ترحل مثلما رحل البريطانيون تحت ضربات ثورة ثوار 14 اكتوبر ..

وفاءً لدماء الشهداء الابرار وتعزيزاً لقيم الكرامة الوطنية التي تأبى أن يستمر الغزاة الجدد بسط سيطرتهم ونفوذهم على مناطقنا وأرضنا وسوف يكتب التاريخ مجدداً ان اكتوبر يعزز من مفاهيم الهوية اليمنية الواحدة إذ يحيي في النفوس وهج الانتماء والولاء الوطني رغماً عن الهجمة الاعلامية وغسيل الدماغ الذي تتبعه مؤسسات وجهات عديدة بعضها اجنبي راحت تغذي نعرات المحلية المفرطة وتستجر مشروعات سابقة عفى عليها الزمن في ما يسمى (الجنوب العربي) الذي قوبل بالرفض حتى اليوم وهذا هو مشروع بريطاني استعماري يشهد تعثراً واضحاً ورفضاً شعبياً حتى في المناطق القبلية التي كان يظن انها يمكن قولبتها .. لان اكتوبر شهر الثورات يأبى ان يكون ألعوبة بيد من يفكر مثل هذا التفكير القاصر ..
وفي هذه المناسبة ..

نود ان نحيي ذكرى هذه الثورة وشهدائها وان نستذكر تضحياتهم الجليلة لان ذلك يعتبر الزاد الضروري لذي يضيف الى التاريخ اليمني المعاصر مزيداً من الوهج والنور للاستمرارية والدوام ..

التاريخ اليوم يسجل ذكرى 62عاماً من عمر هذه الثورة ويرصد متغيرات عديدة جرت على الساحة وامتدت لتصل الى قناعات قائمة وعدلت من مفاهيم كثيرة ..

ورغم تفاوت وتباين هذه المفاهيم تبقى مفاهيم الثورة وتحديد اعداء اليمن بالأمس واليوم الذي مصدره يأتي من عواصم اجنبية ..

حول الموقع

سام برس