بقلم/ احمد الشاوش
من المواقف الطريفة التي لاتُنسى انه خلال اختبارات الثانوية العامة ، كنت اذاكر مع بعض الخُبرة ونتيجة للخوف والرعب من الاختبار ايام وزير التربية والتعليم عبدالواحد الزنداني ، كنت أصحو فجراً واذهب الى مسجد حارة الطبري واحياناً الى باب النهرين للمذاكرة بعد الصلاة ..

ومن شدة الخوف وأهوال اختبار الثانوية العامة فزعت الساعة الثانية منتصف الليل ومسكت كتاب الفيزياء ودليل المعلم في يدي وفي اليد الثانية " الاتريك " ، وبين ادوس الطريق بسرعة البرق من شدة الخوف .. وعلى قولة الشاعر " لاني بصاحي ولا ني بنايم" .. حراس الليل ، بيصيحوا " الليل ومَن " ، وانا مكور من شارع الى شارع ومن زقزقي الى آخر .. اردد على حراس الليل .. "الليل واهله" .. حتى وصلت الى جامع الطبري والمسجد مغلق وقلت هيا صورة قيم الجامع العم " علي قاطة " رقد اليوم.. له مرقده تشله.. يعلم الله ما قد له.

ووسط الظلام الدامس والبرد القارس وحفحفة الكلاب واصلت المسيرة العلمية والزُوبة تلفني من كل اتجاه ومن شدة الخوف قدنا مثل الاعمى بينتهبش وفجأة دعست " كلب " ، راقد باب الجامع ، وفي لحظة استثنائية صرخ الكلب ابن الكلب بصوت أوله في الارض وآخره في السماء مازال رنينه في اذني وفجيعته في قلبي حتى اللحظة رغم وصفت قطر الحديد وابوجبل للتخلص من الفجيعة ..

وبحركة آليه وبدون شعور مادريت كيف ابتزين أرجلي الى السماء من شدة الصوت المباغت والفجيعة والظلام الدامس وحالة الصمت الشديد وفي لحظة صادمة صحت ياغارتاه " واسمع لك والحواشة للكلاب وامانة العاصمة في سبعين نومه.

فجأة طار " نيوتن " وتجاربه وقوانينه وطاح كتاب المعلم من بين يدي وطارين المعلومات وطار" الاتريك " الحديد ودور لك حجار في ظلمي للدفاع عن النفس وملاحقة كلب مفجوع مني وانا مصدوم منه ، وقلت مابش منها فايدة فحط لك ياصفي قبل ما يتجمعين كلاب الحي وتدخل معركة انت الخاسر فيها وياروح مابعدك روح ..

واصلت مشوار الالف ميل بخطوة فارقة بين العقل والجنون الى ان وصلت الى مدرسة الطبري وجوار منزل العلامة حمود عباس المؤيد ومن ثم الى مسجد النهرين وما ان وصلت واذا بالجامع مُغلق ليس من قبل الاوقاف او المحكمة أو عدم وجود الماء ولكن بسبب الخوف غير المبرر وقفالتي.

حراس الليل مثل الرجل الالي بيرددوااا ويبسروااا الى عندي بتعجب واستغراب اين عيسير ابن الشاوش " الليل ومَن " وانا أقووووول الليل واهله " وجالس بين اذرع الشوارع والعَرَق بيتصبب من الفجيعة حتى وصلت الى جامع قبة المهدي بالسايلة وان الجامع مُغلق وانا مطنن وحسي خارج التغطية ولا تقول الا معمر تعميرة من حق إب.. وفي غياب العقل وضربة الريح تمالكني الخوف ومازلت مصمم على الوصول الى أقرب جامع للصلاة والمذاكرة .. وأسأل نفسي هيا مال الجوامع مغلقة اليوم؟.

عدت الى باب السباح لقيت أحد الحراس بالصميل والاتريك بيضوي الى عندي وقال لي مالك بتتلبج نص الليل صورتك مخدر أضوي ارقد ياولدي قدك مصفر مثل الليمة .. قليل عقل يشتي يفتحوا له الجامع هذه الساع ، ثم واصلت المسير واذا بثلاثة من أهل الحارة مسجلين خطر.. قلت لهم مساء الخير.. قالوا.. قل صباح الخير.. ها ها ها.. هيا أجلس من الجنان أفعلك نخس ومالك إلا قيم جامع ومؤذن من هذا الرأس بعد أن سمعوا قصتي العجيبة..

كل واحد بيكركر كركارة متحشش ، لاول مرة اسمعها مثل الافلام المصرية والهندية ماعد به الا بزيت نفسي وجريت مثل اللاعب المغربي سعيد عويطة ووصلت وباب بيتنا مفتوح بعد ان تلاشت الفجيعة وساورني اليأس وعرقت ورجع لي عقلي ودخلت الغرفة سكته وتدفيت بالبطانية واذن المؤذن صلاة الفجر وصلوا الناس وذاكروا الطلاب وقلت في نفسي أدردح نص الليل والمؤمنين مغلقين للمساجد والله ماقد وقعت .. جت منك يابيت الله وصرت في سبعين نومة.

قمت الصباح خايف ومقطط والصفرة في وجهي من المقلب الذي حصل لي والدردحة من جامع الى جامع وصوت الكلب وذهبت الى المركز الامتحاني واختبرت وطلعت النتيجة 60 من مائة في مادة الفيزيا وقلت الحمدلله .. قسماً لو ان وزير التربية ومكاتب التربية وخطباء المساجد ومنظمات حقوق الانسان سمعوا بقصتي نص الليل وحرص وأهتمام ومعاناة الطلبة والفجيعة والصمود والودافه حقي لاعطوني العلامة النهائية في الفيزياء والمواد الاخرى ، بينما اليوم أصبحت الدراسة ضعيفة والمناهج عجيبة والمدرسين غرباء والطلبة مهملين والكتب معدومة والثانوية أضعف من خيوط العنكبوت والاختبارات مطلع منزل والشهادات مثل اليانصيب في زمن لايؤمن بالعلم ورسالة التعليم وانما بالفساد وسياسة التجهيل والتخلف والبزنس والولاء والتبعية .

حول الموقع

سام برس