بقلم /القاضي د .حسن حسين الرصابي
الأعراب المنبطحون.. بهلوانات السياسة والتذرع
يسود ظن عجيب في اوساط المنطقة العربية يشير الى ان الصهيونية هي من تتحكم بسير العديد من الأمور ومنها تقدير حركة السياسة وتحديد متغيرات الجيوسياسية في هذه المنطقة المضطربة أو هكذا يراد لها أن تعيش الاضطراب وتقود الى عواقب غير محسومة على الأقل من ناحية الاعراب الذين وجدوا انفسهم يحكمون مناطق مهمة واستراتيجية فلاهم حافظوا على عروشهم ولاهم تركوها لغيرهم اجود وأفضل هذا الظن صدقه الكبار المنبطحون على كروشهم وعروشهم ولذلك ظلوا وسوف يستمرون يبحثون عن رضا الصهيوني وما يتصل بالصهيونية ولذا نحن نرى ونعايش ذلك الصلف الصهيوني ونتعايش مع عنجهية النازي الصهيوني نتنياهو الذي لم يخف تجبره وادعاءه وانتفاخ القط الكاذبة وهو يتحدث الى الاعراب مهدداً ومتوعداً الجميع بالويل والثبور وعظائم الأمور ومظهراً العصاء الصهيونية الغليظة في ذات الوقت ظهر الاعراب بمظهر الخوف والارتعاش وأطلقوا العنان لإعلامهم العاهر ينشر بين اوساط الأمة الخذلان والترويج للثقافة الصهيونية وقوة بني صهيون وقدراتهم الخارقة في الاختراق الأمني وفي العمل الاستخباراتي والسيبراني .. الى آخر التهويمات التي ظلت تفت في عضد الامة وتستهدف ما تبقى من تماسكها فهل يمكن ان نعتبر بعض الاختراقات المحدودة انتصاراً مؤكداً للصهيونية ؟, وهل يمكن ان نسلم لها ونقبل الاستسلام والانصياع لأوامر الصهيونية وما تطلبه وتفرضه على واقعنا العربي أم ان المقاومة والمواجهة هي السلوك الايجابي الذي يجب أن نلتزم به ونظل واقفين ثابتين مواجهين مقاومين لكل مشروعات التخاذل والانبطاح والارتهان الرخيص للصهاينة..؟

وبالطبع ان من يتابع مخرجات الاعلام الملون اعلام التخاذل سوف يتأكد ان عملية كبيرة تجري هدفها تطويع القناعات ولوي عنق الحقائق وتستهدف (الجبهات الوطنية ) وتسعى بكل دناءة الضرب الحاضنات الشعبية في وجدانها وفي قناعتها في اطار تسويق وترويج الرؤية الصهيونية التي تطالب بأن يبلع الجميع السنتهم وقد تبدو الأمور من وجهة نضر المتخاذلين ان الصهيونية استطاعت ان تكسب الجولة وان تؤسس لانتصارات ربما تكون قادمة خلال الفترة القادمة ؟!
لكن من يتعمق ويقرأ الواقع جيداً فان تلك الرؤية تتسم بالأحادية وتحاول ان تجبير الحقائق وتلغي اي جهد قد يظهر للمقاومة والرفض والتمرد على تلك القولبة الصهيونية التي يراد لها ان تكون ثقافة معززة لتخاذل وتعمل على هزيمة الثقافة العربية والاسلامية التي لا تؤمن بالانكسار ومن هنا ندرك الخطورة الحقيقية لعمليات الغارات الجوية المهولة للصهاينة على لبنان وعاصمته العربية "بيروت " واعطاء انطباع بان قوة الردع الصهيوني هي السائدة مع ان الجيش الصهيوني يشهد تعثراً واضحاً في جنوب لبنان ولم يستطع ان يحقق اي اجتياح يذكر أو انتصاراً ملموساً .. بل انه يتجرع انتكاسات وانكسارات متواصلة رغم هول التسليح وقوة النيران والدعم اللوجستي المتعاظم ..

ومع ذلك تصدت له المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان ووضعت حدوداً لجموحه وتوحشه وفي المحصلة ان الصهيونية تعاني من التعثر العسكري في الميدان , وملامح انكسارها في غزة رغم اهوال التدمير الشامل الا ان المعنويات والادبيات الصهيونية واجهت تحديات جديه وظهرت بهشاشة ملفته وهي تغطي ذلك بالمزيد من التوحش والاعتماد على طيران غاشم وعدوان مكثف يستهدف المدنيين والاحياء السكنية وضرب الحاضنات الشعبية للمقاومة سواء في غزة أو في جنوب لبنان ..
وبالنظر الى حال الاعراب الذين أدمنوا الذل وتقبلوا ان يكونوا في وضع انبطاح مذل وتبعية لبني صهيون فانهم لم يتمكنوا من ادارة الموارد الضخمة التي في ايديهم أو في حكم الجموع الشعبية التي تنضوي في شعوبهم وذهبوا الى الهرولة نحو التطبيع مع انهم لم يجنوا اية مكاسب من ذلك , بل تعرضوا للإذلال والاحتقار والمزيد من التبعية للقرار الصهيوني ورغبات الصهيونية التي لا حدود لها.

وقد طغى على الموقف العربي ذلك الخذلان العربي وفوضى الادارة عبر الارتهان للخارج وعبر ارضاء عواصم الاستعمار والتدخلات بدءاً من واشنطن ومروراً بلندن وباريس ووصولاً الى تل أبيب .. والذي يحز في النفس ان هؤلاء المنبطحون على العروش والكروش يرون في خذ لانهم سياسة والمهادنة مصلحة , ونسوا الكرامة ونسوا العروبة وتناسوا الاسلام والقدس .. ولهذا هانت البلدان والدول الاسلامية حتى اصبحت مثار سخرية ومثار تنطع الكيان الصهيوني واعلامه الذي ظل ينظر إلى هؤلاء بانهم عبارة عن قطيع يساقون سوقاً الى حلبة السباق .. وهذه هي جناية الحكام نصف الكم الذين جاؤوا على غفلة الى سدة الحكم إذ لم يعد يبرر بقائهم أو استمرارهم حتى في نظر المستعمرين الجدد في المنطقة ..
بقى أن نؤكد هنا ان الشعوب العربية والاسلامية معنية بالتغيير ومطالبة بموقف أكثر إيجابية ولا سيما بعد ان ثبت ان الحكام الاعراب والمسلمين غير جديرين بالثقة وتنقصهم الشجاعة من الوقوف امام الهجمة الصهيونية الغاشمة التي كشفت عن بشاعة وعن توحش ووقاحة قل ان نجد نظيرها .

وسيظل الامل معقوداً على الشعوب حتى وان طال سباتها وعظم صمتها لكنها جاهزة لكي تأخذ زمام المبادرة بقوة وايمان وحرص على تسجيل الحضور في المشهدية السياسية والاقتصادية والعسكرية والايام كفيلة بان نشهد متغيرات في حياة هذه الشعوب والامم .

حول الموقع

سام برس