سام برس
الباحثة والفنانة التشكيلية نجاح المنصوري في كتيب بعنوان" وجهي واجهة و وهم ..." :
الوعي بالتجاوز عملية مجهدة و مرهقة ..انه حركة لا تستقر..سعيا الى دواخل الذات..

شمس الدين العوني

هو الفن في تعدد أحواله.. قولا بالواقع و بالوهم الجميل المولد للرؤى و الابداع.." وجهي واجهة و وهم ..." هكذا أخذتنا الفنانة الى نصها الطافح بالقول الملون وفق تخيرها الفني و الجمالي في هذه الصفحات من الكلمات و الأعمال الفنية وفق عنوانها اللافت " حين يرسم التشكيلي بورتريه الذاتي ..نجاح المنصوري: وجهي واجهة و وهم ( تجربة البورتريه الشخصي ) ...".
و من هذا النص نقرأ التالي "...الوعي بالتجاوز عملية مجهدة و مرهقة ..انه حركة لا تستقر للقضاء على ما لا نريد له أن يمحو " وجودنا " أو على الأقل اثر مرورنا من هنا ذات زمن ..و يبدو أن لا مفر من أن يكون منتجي التشكيلي وليد الوعي المتجاوز ...".

في هذا السياق من هذه العبارات تجاه ما يعتمل لدى الفنانة نجاح المنصوري لحظات التفكير و التأمل قبل و أثناء و بعد العمل التشكيلي تقول "...و ربما اكتشفت أن أكثر مشكلاتي هي أن أجد وجهي الذي من المفترض أن يكون له شكل خاص بي عندما أتعرض لجملة العوامل الخارجية و معالجتي له تشكيليا ( الاختزال / استعمال اللطخة / الفسخ / المحو ...) صار شكلا يشترك فيه مع بقية الشخوص ...فقد هويته الشخصية الخاصة و صار شكلا مشتركا لذلك بوعي أو بغير وعي ..بقصد أو بغير قصد تحولت عما حولي سعيا للنفاذ ال " داخلي " ...

هكذا هي اللعبة بين الرؤى في النظر تجاه مسألة البورتريه عند نجاح الفنانة و الباحثة و التي كانت لها مشاركات مميزة في عديد الفعاليات الفنية التشكيلية و في رشاقة فنية فكرية ابداعية نابعة من ذاتها و شخصيتها التي تعبر عنها تارة بالرسم و تارة أخرى بالكتابة و غالبا بالاثنين معا...و في هذا السياق كانت لها مساحة مميزة من الحلم ضمن فعاليات ثقافية مهتمة ب" فن البورتريه بين الأدب والفنون حيث قدمت عددا من لوحاتها المنجزة مؤخرا وفق رؤيتها للفن و للبورتريه كحاضن دلالات و تصورات في سياق جمالي تعمل عليه منذ فترة و هي الفنانة التي تقرن المنجز على القماشة بمنجز آخر مكتوب فيه من التصورات المتعددة بخصوص الذات في نظرتها للعالم و للآخرين في عوالم متعددة الاحوال و متغيرة الشؤون و الشجون...و في تجربتها هذه التي قدمت من خلالها حيزا من الأعمال الفنية في ركن من المعرض بمتحف مدينة سوسة في نطاق ندوة للرابطة التونسية للفنون التشكيلية لتشير الى الكينونة و هي في حلمها اليومي بين المكابدة و الابداع و الأمل و الذهاب الى شجن الذات تلوينا و قولا بالفن و التشكيل لاعلاء ما تراكم في الذات من أفكار و قيم و توق الى الأفضل..

و قد لفتت هذه الأعمال اليه الأنظار و الانتباه من قبل عدد من الفنانين و النقاد و أحباء الفنون الجميلة.
و عن هذه التجربة تقول الفنانة التشكيلية و الباحثة نجاح المنصوري "...وجهي موضوع للتصوير ، في البداية كان حاجة ملحة لي ك " إنسان" كي أثبت أنني تحققت يوماً ما في هذا الوجود ، حتى لو أنني تمثلت ظهورا في صور هي مجرد إنعكاس عبرت عنه و ليس ضرورة أن يكون محاكاة و تمثيلا واقعيا.. في هذه التجربة ، جلي أنني منذ البداية لم أكن أحاول نقل صورة " واقعية" فنحن جيل الراهن نواجه بالتأكيد وضعا لم يألفه أسلافنا ، نحن نعيش فيض و تخمة الصورة و في عالم أضحت الصورة الشخصية فيه منتجا شائعا و شيئا.. و إنما كنت أحاول أن "أخلق " ربما صورة جديدة لوجه يخضع لما أريده أنا لا أن يفرض هو حضوره علي مهما كان هذا الحضور موحيا..

و ربما اكتشفت أن أكبر مشكلاتي هي أن" أجد " أن وجهي الذي من الذي من المفترض أن يكون له شكل خاص بي ، عندما تعرض لجملة العوامل الخارجية و لمعالجتي له تشكيليا ، صار شكلا يشترك فيه فيه مع بقية " الشخوص" ، فقد هويته الشخصية (الخاصة) و صار شكلا مشتركا.. لذلك بوعي بضرورة التجاوز تحولت عنه سعيا للبحث من جديد عن العناصر المكونة لا للوحتي فحسب بل ل " وجهي الوهمي" الذي لا وجود له ربما إلا في ذاكرة إحساسي و في تصوري.. عناوين الزيتيات : - بورتريه بشعر أزرق/ - وجه يتكسر و لا ينكسر / - وجه بنفسجي ... / - وجه ككل الوجوه / - صورة وهم / - إنعكاس. / - وجهي واجهتي و ظلي .

هذه المنتجات التشكيلية شاركت بها ضمن فعاليات الندوة السنوية للرابطة التونسية للفنون التشكيلية : الأخروية في فن البورتريه بين الأدب و الفنون البصرية بمتحف مدينة سوسة بحضور ثلة من الجامعيين و الفنانين التشكيليين و الفاعلين في المجال الثقافي و الإعلامي.

ولا يفوتني هنا أن أجدد شكري للجميع على إتاحة مثل هذه المناسبات للتلاقي و على تفاعلهم المشرف مع بورتريهاتي و أخص بالذكر خبير الرسم التونسي المعاصر و الإستشراقي، الفنان التشكيلي الكبير علي الزنايدي و أقول له مجددا: فخورة جداً بتقييمكم و بكلماتكم الرائعة في هذه العينات البصرية سيدي و شكراً خالصا على نصيحتكم القيمة ...".

فنانة و تجربة و ذهاب الرسم و التلوين الى الأقاصي كي تفصح نجاح الفنانة الحالمة و المكتظة بالأسئلة عن حيز من شواسعها و هي يراوح بين التلوين و الكلمات حيث البورتريه و منه البورتريه الشخصي مجال حيرة و سؤال دفين...بل أسئلة..أليس الفن و الكتابة أن نسأل و نعدد الأسئلة تجاه فعلنا الابداعي باستمرار...

حول الموقع

سام برس