بقلم/ سفيان محمد الثور
من المسلم به أن استحداث بطولات رياضية محلية ، اقليمية قارية يهدف بشكل رئيسي الى رفع مستوى الفرق والمنتخبات المشاركه فنيآ وبدنيآ .. وهذا بدوره ينعكس على النتائج وإبراز وجه جميل للدول على مستوى الخارج ..

من هذا المنطلق كانت فكرة إقامة كأس الخليج الاولى في العاصمة البحرينية المنامة في العام 1970م والتي مازالت تقام بأنتظام وصولا لبطولة خليجي 25 المقامه في مدينة البصرة العراقية ..

البداية ( الخجولة ) في البحرين اقتصرت على مشاركة اربعه منتخبات فقط البحرين ، قطر ، السعودية ، الكويت ثم مالبثت ان توسعت المشاركة بأنضمام منتخبي الامارات ، عمان على التوالي ..

ومرة اخرى توسعت المشاركة بتحويل البطولة من تجمع للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي الى بطولة اقليميه بمشاركة منتخب العراق اولا بدا من البطولة الرابعه في قطر عام 1976م ثم اليمن في خليجي 16 في دولة الكويت 2003 في صورة واضحة لعملية استقطاب سياسي بأمتياز في اطار رياضي ..

نتفق ان بطولة كأس الخليج ساهمت بشكل كبير في تطور المنتخبات المشاركه على الصعيد الفني والبدني تمثل في وصول منتخب الكويت الى كاس العالم 1982م في اسبانيا ، ومنتخب العراق المترشح الى كأس العالم 1986 م في المكسيك كذلك منتخب الامارات المشارك في مونديال ايطاليا 1990م واخيرا المنتخب السعودي المترشح للنهائيات في خمس نسخه عالميه بدا من مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994م كما أسهمت البطوله في بروز مجموعة من اللاعبين الرائعين جاسم يعقوب ، فيصل الدخيل من الكويت ، ماجد عبدالله من المنتخب السعودي ، منصور مفتاح القطري ، حسين سعيد ، وعدنان درجال ، احمد راضي رحمه الله من العراق ، عدنان الطلياني الامارات ، حمود سلطان من البحرين وغيرهم ممن تركوا بصمه في تاريخ كرة القدم الخليجية... اضافة الى تطوير البنيه التحتية الرياضية لكل الدول التي استضافتها بما فيها اليمن المستضيفة لكأس الخليج 20 والتي أقيمت في مدينه عدن في العام 2010م هذه النجاحات الفنيه والتنظيمية لم تكن بمعزل عن التٱثيرات السياسة والتي عبرت عن نفسها في اكثر من مناسبه بدا من انسحاب منتخب السعودية من بطولة الكويت 1992م احتجاجآ على تميمة البطولة والتي تظمنت جوادين اذ رأى السعوديين ان فيها اشارة واضحة الى معركة الجهراء 1920م التي اندلعت بين قوات الشيخ سالم الصباح وقوات فيصل الدويش المدعومة من الملك عبدالعزيز ال سعود اثر خلاف حدودي بين الجانبين.

ومرة اخرى وبشكل اكبر من خلال حرمان المنتخب العراقي من المشاركة في البطولة للفترة من 2004/1992م بسبب حرب الخليج الثانيه واخيرا خلال ازمة الخليج واعلان منتخبات السعودية ، الامارات ، البحرين الانسحاب من خليجي 24 والمقرر إقامتها في قطر 2019م عطفاً على قرار المقاطعة في حينه ثم تراجع هذه الدول عن الانسحاب في اللحظات الأخيرة لانطلاق البطوله .. في تأكيد صريح على تداخل الجانبين الرياضي والسياسي في البطوله.

بالعودة إلى الجانب الكروي للبطوله فأن السؤال المطروح بألحاح هو هل مازالت البطولة تحمل نفس القيمة الفنية والمعنوية التي تميزت بها خلال النسخ الاربعه والعشرون الماضية ام انها استنفذت الأهداف الي انشأت لأجلها من خلال مشاركة العديد من الدول بالمنتخب الثاني وكذلك تراجع الزخم الاعلامي على مستوى الفرق الاهم كرويا في المنطقة السعودية ، قطر بعد حاله من التشبع بعد المشاركه في كأس العالم قطر 2022 .

نتفق بأن النسخ الأولى للبطولة كانت مهمه للمنتخبات الخليجية عطفآ على محدودية فرص المشاركه والمنافسة اسيويآ و دوليآ بأستثناء منتخب الكويت بطل امم اسيا 1980م والمتأهل الى اولمبياد موسكو لنفس العام وأخيرا المشاركه في كأس العالم 1982م في اسبانيا .. ام ان البطولة مازالت تحقق اهدافها ؟.

اعتقد ان الكثافة اللافته في المسابقات الاقليمية ، الاسيوية ، الدولية المتاحة للمنتخبات العربية عامة والخليجية خاصة اضافة الى تحقيق هذه الدول للعديد من البطولات على المستوى الاسيوي ( كأس امم اسيا ) والوصول إلى نهائيات كأس العالم في اكثر من مناسبه اخرها كاس العالم قطر 2022 كل هذه العوامل مجتمعة ادت إلى حالة من التشبع الكروي وتغيير مهم في اولويات واهداف الاتحادات المحليه الخليجية وبالتالي اصبح من الضروره اتخاذ قرارات مهمة وصعبة لأعادة الاعتبار للبطولة من خلال الزام الفرق المشاركة اللعب باللاعبين الأساسيين او توسيع قاعدة الدول المتنافسة وضخ دماء جديدة او اللجوء للخيار الاصعب والذي لانتمناه كمتابعين وهو الغاءها بعد 53 عام من التنافس والاكتفاء ببطوله كأس العرب التي نجحت بأمتياز في النسخه التي اقيمت في قطر 2021م

وكل كأس خليج والجميع بخير

*ناقد ومحلل رياضي

حول الموقع

سام برس