بقلم/الدكتور/ محمد العروسي ..
حين تشكل فرق غير متخصصة في الآثار اليمنية الاسلامية و لا تملك الخبرات والمهارات الكافية اللازمة لترميم المنشآت والمعالم الأثرية والتاريخية، وبدون الاستعانة بالعلماء الأكاديمين المتخصصين بالعمارة اليمنية الاسلامية الدينية والعسكرية والمدنية لعمل الدراسات والخطط لترميم كل منشأة، فمن الطبيعي حدوث مثل هذه الكوارث ، وليست هذه الكارثة التي حدثت ولن تكون الأخيرة، يتسببون في موت عمال ودمار معالم تاريخية ويقولون قضاء وقدر لتبرير ما حدث، الأوقاف والهيئة العامة للمدن التاريخية يعتمدون في ترميم معالم ومنشآت تاريخية على طلاب وخريجي كلية الهندسة الذين لا يملكون اية معارف عن طبيعة المنشآت التاريخية وطرق.

وكيفية ومواد ترميمها، فبحسب تخصصهم والمقررات التي درسوها في كلية الهندسة فإن معرفتهم تقتصر على العمارة الحديثة فقط، وفضلا عن ذلك غياب التنسيق بين الجهات المختصة، فالأوقاف في صنعاء تكلف اشخاص ومقاولين منذ عدة سنوات للقيام بترميم العديد من المساجد والمعالم التاريخية الهامة في مناطق يمنية مختلفة، بدون خطط ودراسات علمية و لايوجد بين كل من تكلفهم حتى متخصص واحد في العمارة اليمنية الاسلامية رغم علمهم بوجود عدد من العلماء.

اليمنيين المتخصصين في هذا المجال في قسم الآثار والسياحة بجامعة صنعاء، وبالتالي دمرت وشوهت وتدمر وتشوه العديد من المعالم والمنشآت تاريخية، وما حدث لقصر السخنة التاريخي وجامع النهرين في صنعاء وغيرها دليل يؤكد حقيقة ماذكرناه، وعملية الرصف الجزئي التي قامت بها منظمة ما ؟؟ الاسبوع الماضي في مدينة كوكبان التاريخية دون علم وموافقة الجهات المختصة هيئة الآثار وهيئة المدن التاريخية دليل اخر حديث، كل من يملك المال (كل من هب ودب ومعه زلط) يأتي وينفذ مشاريع ضحيتها تراثنا اليمني الحضاري والتاريخي العربي الاسلامي، نسأل الله ان ينور بصيرة حكامنا ويوقفوا هذا العبث، ونرجو من الله ان يتغمد كل من توفاه بواسع رحمته.

*ابرز علماء اليمن في الآثار وأستاذ العمارة الإسلامية بقسم الآثار بجامعة صنعاء

نقلاً من صفحة الزميل عبدالرحمن مطهر بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس