بقلم/ احمد الشاوش
كان السيد محمد ابوطالب من سكان حي الروضة خفيف الظل ومنودر وسريع البديهة في الرد ويتمتع بروح فكاهية عاليه ، وكان مثقف وبعيد عن التعصب ، وله بعض التشاعيب والشطحات ، لذلك كان يسمى بـ " المرتكض".

والطريف في الامر انه كلما جاء موسم العنب دعا بعض الادباء والمثقفين والفنانين في مجلسه للحديث والمجابرة .. وكلما قطف العنب من مزرعته وباعه يشغله ابنه احمد بقوله .. " هيّا به " ، ماذلحين قدوه وقت .. اشتي اسير مكه أحج .. ووالده يرد عليه ان شاء الله .. لوما نجمع لنا قرشين .

وكلما حضر الادباء والمثقفين الى بيت ابوطالب للمقيل والجلسة .. يتعمد الولد احمد احراج والده ويقول لابيه .. هيّا به .. ماذلحين قدوه وقت " أسير أغسل ذنوبي " .. اشتي اسير احج .. عندالله وعندك .. والموجودين ينيدروا ويشلشلو للولد احمد ويقولوا ماذلحين قدوه وقت يسير الصفي يغسل ذنوبه ياسيدي محمد وسيدي محمد يتلاقص

سنة تسير وسنة تجي ووعد بعد وعد والولد احمد مشعب في مكة لغسل الذنوب وكأنه قدارتكب مصائب العالم وبعد سنوات جمع السيد محمد ابوطالب مبلغ من المال لابنه للحج من كثر الالحاح والرفاس والاحراج وسافر الولد احمد ابوطالب ناوياً العمرة والحج ووصل الى مدينة الحديدة ايام الامام احمد حميد الدين ، ومن سوء حظه والقدر ان الباخرة التي تقل الحجاج الى جدة تأخرت وبالتالي فات موسم الحج ولم يكتب الله لصفي بيت ابوطالب وللحجاج اليمنيين في تلك الفترة النجاح في الوصول الى مكة لاداء فريضة الحج.

وبعد طول انتظار وطنانة وكما يقولوا الرجعة جفا قرر احمد ابوطالب والحجاج الذي لم يحالفهم الحظ العودة الى صنعاء وما ان وصل الصفي الى الروضة يوم السادس من ذي الحجة الا والمحجرة بتحجر بقدوم حج بيت ابوطالب .. وماكان من والده محمد الا أن قال ، بغير جناااان بتحجرين على مه .. الناس بيحجو في مكه واحمد طيح الضمار وبيحج في الروضة .. قائلاً لابنه " سرت بذنوبك .. ورجعت بذنوب الدنيا .. هيّا مه .. غسلت ذنوبك .. طيحتنا الزلط .. هيّا ولا عد اسمع لك صوت قدك غطوس للنار والناس يكركروا .

ومن المواقف الطريفة والعجيبة في الزمن الجميل انه عندما كنا ساكنين في حارة الطبري بصنعاء ، كان يوجد بالحي جار عزيز أكثر لطفاً وندارة يسمى السيد احمد المؤيد وكان شغلته يقصص البيوت والدكاكين بالنورة ، وكان انخب ويعاني من انحراف .. انفه شبه مسدوده ، وكلما خرجت جارتنا فاطمة ".." للدراسة في مدرسة الطبري الابتدائية وهي على صنجة عشرة ورائحة العطر أبوحنش او الرفدو تخليك تبتعد عشرة امتار مثل القاطرة الغاز اليوم ..

وكان السيد احمد المؤيد يتيم الابوين ويخدم لدى احد الاسر الهاشمية ، ينظر اليها بغرابة ويتاحفها بلقانته وسخريته التي تحمل اكثر من علامة تعجب واستفهام بقوله .. فاطمة .. الله يعلي قلمش .. وعليها اليوم الثاني تخطى والكعب العالي يطق طق في الارض ويردد السيد سمفونية .. فاطمة الله يعلي مراتبش .. وفي اليوم الثالث يقل ماشاء الله ماليوم الوجه " مالاج" أي ممكيجه مثل القص الابيض وهي تتحرقق وتدعمم

وذات يوم رفع لها السيد احمد المؤيد الشريف النظيف الضغط وانفجرت البنت الرشيقة كالخيزران الذي بدأت تنجذب الى عالم المدنية من المزاح الثقيل وصاحت بصوت عالي اسمعت من به صممُ أصبح ياشيبة .. بين اقلك اسكت ياشطف السادة .. وبطل الملعانة ..

وباسلوبه القاتل وبكل برود يردد حاضر يابنتي انا بين ادعي لش من قلبي .. ان الله يعلي قلمش .. المهم طَلَع لها الجنان اللوزي على السيرة والجية وبعدها تدخل الجيران ووقفت معارك النيران الصديقة التي جمعت بين الاناقة والرزالة والتعليقات اللاذعة والسخرية ويادار مادخلش شر .

وتتواصل المواقف الظريفة والمقالب الطريفة لاسيما وان ذاكرتي ماتزال تستعرض شريط الذكريات لتلك الفترة والقصة العجيبة التي حصلت لجدي محمد محمد عبده قاضي ابو والدتي ، والذي كان عالماً جليلاً وزاهداً واماماً لمسجد بروم في صنعاء وقبلها لمسجد القدوم في الحيمة الداخلية ، فكان من عاداته ان يصلي بالناس الفجر ومن ثم يقرأ القرآن والسيرة النبوية ومن ثم يعمل نخس مداعه ويخرج من منزله في بستان شارب جوار مدرسة نشوان الى حارة الطبري راجلاً ويتناول قلص البن الاسود لدى والدتي يومياً ومن ثم يذهب الى السوق لشراء اللحمة وبعض احتياجات البيت ثم يمر على مقشامة بروم لشراء الخضرة من سلطة وبيعة " وغيره.. ويسلم على القشام ..واذا بالقشام الهرقل بحاجة الى من يسنده .. شويه.. وشوية وارتجم بين الخضرة وتارة بين جدي ، وجدي "زنجبيل بغباره" ، يقول للقشام "..."، الحمدلله على سلامتك يا ابني ماجرى لك اليوم اظن انها دوخه.. كن بكر اصتبح بدل ما تطلع لك الصفراء .. مالك ماتعرض نفسك على طبيب ، واسند لك قشام عفط سرعان مايسقط من جديد وتتدخل والدة القشام على الخط بسرعة من باب الحياء والخجل ومحاولة التغطية على ابنها " السكران " ، وتقول لجدي " بينه سومه ياااابه محمد" ، وجدي يشفق عليه ويضع يده على رأس المدبر "..." ، ويقرأ عليه المعوذات وياسين .. وعلى تيه الحالة كل يوم يبكر القشام بيتصروع .. يندع ربع مشمع او ثمن قارورة ويسكي .. وفي حالة شبه صحيان يرد على جدي اسمع يابه محمد هو "ابو عسكري " ، مشوووو لعبة وجدي مش عارف ايش معنى ابوعسكري .. ويوقل له والله لوتقرأ القرآن والانجيل والتوراة ما اصحى الا بعد ساعتين أو ثلاث .. والجد محمد يستغرب من مرض القشام المسكين لوما جاء واحد محترم يعرف البير وغطاه وقال ياقاضي محمد مابش فايدة تتعبوا نفسكم وقراءة المعوذات على هذا العفط المبتلي ..هو ياقاضي بيشرب خمر اخزاه الله، واسمع لك والصدمة والعصبية وحريق الدم والنرفزة فوق القشام وامه .. وجدي يردد من شدة استغفاله وحريق الدم .. هوووو بينه سومه ياااااابه محمد .. عليكم ماتستحقوا ياشياطين الجن والانس.

وما ألطف ان يلتحق قبيلي ذواق بوزارة الاعلام والثقافة بصنعاء ويكون اكثر ولعاً بالفن والعزف وبعد ان لمع نجمة بين أهل صنعاء عزموه الى حارة الابهر ، وقال دخلت ياسيد الناس أخزن وكم من قاضي وسيد وعمامه في الطيرمانه بالقمصان والدجلات والجنابي والتوز وكل واحد قباله ثلاجة الماء الياباني الخاصة به والملعقة وبدأ النقاش الفكري والفني والزبج والنيدرة والسحبات اللطيفة لبعض أهل صنعاء وعلى انغام العود والغناء واللحن الصنعاني الاصيل والرقصة الصنعانية الجميلة دخلنا جو غير الجو وانتعشنا ونسينا كل شيء.. وخلال ذلك بين ابسر واحد من المعممين بيشرب ولون الماء مصفر شوية فأغراني فطلبت منع شربة ماء ولكنه رد عليا الماء فيه علاج ياولدي .. ونظرت الى يساري وكلمت الفقيه الذي جنبي امانه ياقاضي لوتكرمتوا شربه ماء فرد عليا يابني الماء مخلوط يمكن يجغر لك الطبيعة وبسرعة البرق نزلوا لي ثلاجة ماء مبخر بكل احترام وتقدير وشربت وادركت ان كم من قاضي وسيد أكثر ظرافه وبساطة وتحرر وفي قمة النشوة والاريحية والتنكيت والضحك والنُبل ، لان بعض الصفوة منهم كان متعود يخلط الماء بقدر من الشراب في تلك الايام تحت عنوان التحضر وان الشراب غير محرم وانما منهي عنه واجتنابه مقدم والبعض الآخر يعتبره محرماً ، وما ان حل اذان المغرب حتى كل واحد سارع الى الوضؤ للصلاة جماعة فطننت وانا ارمق بعيني كل شاردة ووارده والناس في قمة الاناقة واللطافة والاحترام ان صنعاء بلد العجائب بعد ان اتيت من الريف.

وفي احد الايام تم طلب الفنان الكبير محمد حمود الحارثي الى الحيمة الداخلية من قبل شيخ كبير لحضور عرس ، وكان أحد عازفي القانون المشهورين يرافق الحارثي وما ان وصلوا الى الحيمة وتم استقبالهم والاحتفاء بهم وتغدوا وبدأ المقيل بالصلاة على النبي وأغنية بعد أغنية وسط حالة من الطرب الاصيل والعود الرنان والسلطنة والسعادة ، فاراد العازف ان يذهب الى بيت الراحة "الحمام" للتبول ، ومع كثرت الضيوف وندرة الحمامات قرر صاحبنا الوسيم جداً ان ينزل الى خلف البيت المكون من اربعة ادوار لكسر المرش والعودة بسرعة الى بقعته وما صادف الا تحت الديمة " المطبخ " الذي النساء بيغسلين الطيسان والصحون وقدور اللحم وكان اول غسلة جامدة للدسم وبقايا الطبيخ والسلته من نصيبة على رأسه وملابسه فكان حمام الهناء على الماشي واسمع لك والدسومة واللزوجة ورائحة المرق .. ومن الخجل مازد دري صاحبناااا الوسيم مايفعل تأخر نحو نصف الساعة والحارثي قلق عليه ويسأل عنه وصاحب البيت يبحث عنه اين سار مساعد الفنان .. وبعد تمشيط البيت وحول البيت وجدوه جالس في قمة الخزى والاحراج فكرركر صاحب البيت من قلبه وسارع الى اعطاءه المنشفه وثوب وكوت او جَرم وصعد الى الديوان سكته ولانخس للجلوس في بقعته وقد تغير شكله بالملابس الجديدة وبدل ماهو العازف او المأيقع الوسيم تحول الى رعوي غريب والفنان محمد الحارثي بيقل لصاحبه البقعة ياحج محجوزه حق واحد سار الحمام وعيرجع الان .. وزميلنا الوسيم يصمم على الجلوس والحارثي يكرر بن قلك صاحبها عيرجع ذلحين .. فقال له صاحبه عازف القانون بصوت واطي هو انا صاحبها يا استاذ محمد ماعرفتنيش .. فرد عليه هيا سلامات ولاشر ماحصل لك .. اين سرت .. فقال له دق بس .. الله يدقدق بنات حواء.. عبده لاهب والشيباني بيغسل الف صحن ولامشكلة والنساء عشرين صحن وقامت القيامة .. شحكي لك القصة لوما نرجع صنعاء .. الله لا رواك والمقلب وقع لي وكركرو الاثنين ولا من شاف ولا من دري.

حول الموقع

سام برس