بقلم/ يحي يحي السريحي
لعب الاعلام على مر الزمان دور كبير ليس في الحواديت وحكايات كان يا ماكان ، ولكن في التأثير المباشر وغير المباشر على مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاجتماع ، وفي المجال العسكري كان للاعلام دوره البارز في نشوب الحروب واشتعال الفتن بين الدول بعضها البعض أو في اطار الدولة الواحدة ، وأثر الاعلام في تحقيق الانتصار أو الهزيمة لهذه الدولة أو تلك في المعارك القتالية ، وغالبا ما تكون الغلبة لمن يجيد فن ادارة الاعلام بمهنية واحترافية عالية ، وللأسف الشديد فقد تم عن عمد افراغ الاعلام من مهمته الاساسية والاصلية المتمثلة في نقل المعلومات الصحيحة والاخبار بما حدث وكان دون زيادة أو نقصان ، ليتجاوز حدوده وابعاده الطبيعية وحصره في فن صناعة الكذب ، واختلاق الاحداث الوهمية وصناعة أساطير خرافية وهمية لتمرير مخططات اعداء الأمة العربية والاسلامية في تدمير شبابها وتعطيل امكاناتهم وقدراتهم وصرف تلك الطاقة الشبابية فيما يضر ولا ينفع ، ومن تلك الوسائل التي يضيع فيها الشباب والشابات والرجال والنساء الساعات الطويلة كل يوم جهاز الموبايل وتطبيقاته المختلفة ناهيكم عن برامج وافلام ومسلسلات الشاشات التلفزيونية التي لا تتوقف على مدار 24 ساعة والتي في حقيقتها لا تسمن ولا تغني من جوع ، وقد حرص اعداء القيم والمبادئ والاخلاق وضياع الاجيال جيل بعد آخر أن يجعلوا تلك الوسائل متاحة لغالبية الشعوب بل ان هناك دول ومنظمات عالمية تدفع للشركات المنتجة والمسوقة مبالغ مالية كبيرة كفارق سعر أو تتحمل تلك الدول والمنظمات التي لها مآرب في تدمير العقول والقدرات البشرية العربية تكلفة الانتاج كاملة وبيعها بخسارة لجعل قدرات الشباب قدرات خاملة محصورة ومنحصرة في الغرائز والشهوات وهو هدف استراتيجي من اهداف الصهيونية العالمية وامريكا ، بل ان هناك  جنود مجهولون يعملون ليل نهار لا يكلون ولا يملون وتحقيق تلك الغاية وتدمير الأمة بتدمير شبابها ،كما وجه اعداء الامة الاعلام عجلة الاعلام نحو نشر واذكاء الفتن على صعيد المجتمع الواحد في الدولة الواحدة أو على صعيد الدول بعضها ببعض حتى بات الاعلام في زماننا هذا يعمل في اتجاه وهدف واحد بما يهدد الاستقرار والسلم في بعض دول العالم ومنها الدول العربية والاسلامية ، فتدمير منظومة القيم والاخلاق من الاهداف السامية والاساسية لاعداء الامة لأجل ذلك أوجدوا النت ويسعون في الاعوام القليلة القادمة أن يكون نت فضائي مجاني لا تستطيع حكومات الدول السيطرة عليه أو منعه !! وفي عالمنا العربي والاسلامي وما يحدث فيه من ازمات وصراعات اما داخلية أو بين الدول وبعضها ومالعبه الاعلام ويلعبه من دور لاثارة الفتن والنعرات المذهبية والتفريق ببن المسلمين باثارة نعرة الطائفية بين السنة والشيعة، وبين السنة والسلفيين ، وبين العرب والمسيحيين لخير مثال على الدور السلبي للاعلام والذي تم تطويعة لخدمة السياسة العالمية والسياسيين ارباب المصالح الدنيئة لدول الغرب وامريكا في منطقتنا العربية تحديدا حتى بات عدم الاستقرار في المجتمعات العربية والاسلامية هي السمة التي تميزه دون غيره من مجتمعات دول العالم الاخر ، وقد لعب بعض الناس دور كبير في سرعة التأثر والتأثير بالاعلام السلبي السيئ ونجاح مهمته سيما الجهلاء ومحدودي المعرفة والتعليم ، أما المتعلمين الحاذقين فبدلا أن يقوموا بواجبهم التنويري في المجتمعات جنبا الى جنب مع مؤسسات الدولة ذات العلاقة آثروا العمل بقول الشاعر ابو العلا المعري :
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيـاً تجاهـلـت حـتى ظن أنـي جاهـلُ
فواعجباً كم يدعي الفضل ناقـص ووأسفاً كم يُظهـر النقـصَ فاضـلُ.

حول الموقع

سام برس