بقلم/ يحيى يحيى السريحي
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في درسه الثاني من حكم أمير المؤمنين علي عليه السلام أن أكبر المظالم، وأعظم المفاسد، أتت إلى واقع الناس من عشاق المناصب، فعشاق المناصب هم الأكثر ظلماً، الأكثر فساداً، الأكثر طغياناً، الأعظم شراً في واقع الناس، وما يحصل في سبيل الوصول إلى المنصب، وما يحصل بعد الوصول إليه من مظالم، وطغيان، ومفاسد سببها عشاق المناصب ، والحقيقة أن السيد حفظه الله قد وضع يده على لب المشكلة ، وقد تجلت له الحقيقة التي لم يعد في قوس المجتمع من منزع للصبر على أولئك العشاق وعشقهم الحرام ، والذي بسببهم جرعوا الناس المر والعلقم ، وصبر الناس على جور العشاق حتى ضاق الصبر من صبرهم يجب أن يكون ذلك الصبر للناس موضع تقدير ، وطالما قد عرف السبب لمعاناة الناس فلا يجب الاكتفاء بتحديد جوهر المشكلة دون العمل على حلها ، كما أن الحل لا يكون باستبدال شخوص جديدة مكان القديمة يحملون نفس العشق والشغف لاستغلال المال العام واستعباد المجتمع ليثبتوا تلك المقولة لا يأتي الزمان بأحسن ، لأن الأصل في التغيير أن يكون للأفضل ، كما أن الأصل أيضا في اختيار المسئولين أنهم خدام للشعب كما قال الرئيس الشهيد صالح الصماد رحمة الله عليه لا مستخدمية ، والكرة اليوم في ملعب قائد الثورة هو وحده القادر على خلاص شعبه من عشاق المناصب المتلاعبين بمصالح الشعب ومعيشته وخدماته الضرورية ، ونصرة الشعب اليمني ورفع الظلم عن كاهله الذي يزداد ضرة وسعارة من أولئك المتنفذين يوما بعد آخر لا تقل أهمية وواجب من نصرة أخواننا في غزة ، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن أولئك المسئولين من عشاق المناصب قد استغلوا حالة العدوان على بلادنا المستعرة لأكثر من تسع سنوات أسوء استغلال بما يحقق لهم مزيدا من الثراء غير آبهين بما يعانية السواد الاعظم من الشعب من عوز وحاجة ، مع أن الواجب دينا ووطنيا أن يكونوا أكثر اخلاص وتفان في خدمة وطنهم ومجتمعهم غير أنهم كانوا أكثر استكبار وتعال واهتمام بجمع المال ، والمناصب وكراسي السلطة في حقيقتها ليست مغنم بل مغرم وكراسي من نار جهنم لمن لا يؤتون حقها لو كانوا يعقلون ، لقد بات من أوجب الواجبات اليوم سرعة العمل بما يكفل الخلاص من أولئك الذين لم يعد يردعهم من رادع ، فقد استشرى فجورهم  وطغيانهم ويحتاج الأمر لتدخل ولي الأمر وقرار حازم وجازم من قائد الثورة لا نصحه لهم وتوبيخه لهم فلم يعد يجدي معهم نصحا أو موعظة فهم كالشاة الضـارية التي لا تقطب أذنها ، ولن يرتاح الشعب من أذاهم وينعم ولو بشيئ من العيشة الكريمة وحقه في الحصول على أبسط الخدمات الحياتية المختلفة في التعليم والصحة وخدمات المياه وغيرها من المتطلبات الضرورية الا بأزالة أولئك العشاق واستبدالهم بخير منهم علما وكفاءة وخبرة وقبل ذلك وبعده ايمانا بالله ، مع وجوب تفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة والعمل الدؤوب طوال العام وليس حينما تتطلب الحاجة أو تبرز للعلن في احدى وسائل الاعلام المختلفة ريحة نتنة لحالة فساد استشرت في هذه المؤسسة أو تلك الوزارة ، كما أن الحاجة ماسة كما أشرت غير مرة في اكثر من مقال الى تفعيل مبدأ الثواب والعقاب ، ولعل الفرصة سانحة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتغيير جذري لعشاق المناصب سيما مع انتظار الشعب بفارغ الصبر تشكيل حكومة جديدة التي طال انتظارها ، وكأن نساء اليمن قد عقمت في انجاب رجال مخلصين شرفاء وأكفاء تحتل مكانة عشاق المناصب في كل مؤسسات الدولة المختلفة لا سيما المؤسسات الخدماتية ، كما من الواجب الوطني والديني   عدم النظر أو الالتفاف لأولئك الانتهازيين والمزايدين على مواقفهم وما قدموه من شهداء وتضحيات في مواجهة العدوان ، فالشعب كله دفع الثمن ، ومن غير المقبول أن يظل الشعب وحده يدفع الثمن الى ما لا نهاية لأجل أصحاب البطون المنتفخة التي لا تشبع والضراجم المورمة التي لا تنفع ويضلون في مناصبهم واستغلالهم السلطة لمصالحهم الشخصية وذويهم واقربائهم ، والأكيد أن القاسم المشترك الذي يجمع كل حالات وفئات عشاق المناصب هو المال ، ويستحضرني قول الشاعر أبو العتاهية:  يا جامع المال في الدنيا لوارثه ... هل أنت بالمال بعد الموت تنتفع .
يحيى يحيى السريحي

حول الموقع

سام برس