بقلم/ يحيى يحيى السريحي
حينما خلق الله الخلق وضع الخالق تشريعات آلهية لخلقة تنظم لهم شئون حياتهم وتضمن لهم السعادة المؤقتة والأبدية ، وكانت البداية وقصة أبونا آدم وأمنا حواء والشيطان والشجرة والحادثة المعروفة وعصيان آدم ربه ، أو نسيانه أمر ربه وخروجة من الجنة ليشقى في الدنيا وتشقى البشرية معه من يوم الخروج من الجنة إلى يوم الخروج النهائي من الدنيا.

ومع ذلك لم يترك الله عبادة لأهوائهم ونزغاتهم ونزواتهم ، ولم يكلفهم بالتكاليف التي فرضها عليهم الا بعد ان ارسل لهم الانبياء والرسل والكتب السماوية المختلفة كحجة لهم وعليهم وبما يحفظ لهم حياتهم واستقرارها واستمرارها ، ويضمن لهم كذلك النجاة من عذاب الاخرة ، وقد ترك الله مسألة الالتزام بتلك الشرائع لعبادة اختيارية فمن شاء أن يؤمن ومن شاء كفر ، وطالما هناك موعد لن يخلفة الله ولن يستطيع كل الخلائق التأخر بملكهم عن وعد الله الحق ليقوم الحساب وينال كل الخلق جزائهم إن خيرا فالجنة ونعيمها وإن شرا فجهنم وبئس المصير .

الغريب في تصرفات البشر أن ما أنكره الله لنفسه وهو الطاعة المطلقة من عبادة يطلب بعض البشر من غيرهم تلك الطاعة العمياء كدليل مطلق لاثبات الولاء مالم فان أولئك الفراعنة من البشر من المتسلطين والمتنفذين على رؤوس العباد يعتبرون ممن دونهم وتحت مسئوليتهم بأنهم خونة وعصاة ومتمردين ويجب  اخضاعهم بالقوة والقهر وان لزم الامر تجويعهم وذلهم حتى الموت  ، ولما آل حال الناس وواقعهم الى تعطيل شرع الله ورسوله ، وتعطيل القوانين الوضعية البشرية التي تكفل للانسان معيشة انسانية طبيعية ولو محدودة ، سارعوا الى استحضار شرائع الغاب المعتمدة على القوة والسلطة والنفوذ والمال وقوانين الاشخاص وصارت هي السائدة والسارية شاء من شاء وأبا من أبا

بعد التحولات غير الطبيعية في سلوك البشر طغى على حياة الناس الظلم وتسلط عليهم المجرمين والفاسدين واتحد شياطين الإنس على العوام والفقراء والمساكين وحرموهم من كل حق في الحياة والبقاء ولو بأبسط متطلبات ومقومات الحياة والمعيشة ، وقد كثرت الانياب التي كشرت في وجوه الناس بل وغرست في الاجسام ، ومصت الدماء ، وسنت السكاكين وجزت رؤوس المساكين وهم بالجملة ملايين دون أدنى رحمة أو شفقة أوخشية من الله بأن لكل شيئ نهاية وكما تدين تدان ولو بعد حين ، ادخل الناس في دوامة من القهر والظلم والعذاب ، كل هذا ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين من الميلاد وليس في العصر الحجري وعصور الظلال والظلام والجهل والانحطاط ، فعليا عطلت القوانين والشرائع التي تحفظ للانسان كرامته وانسانيته وبات يحكم الناس الناس بالامزجة وقوانين اشخاص ظاهرها وباطنها فيها العذاب والمهانة ، قوانين اشخاص متنفذين بما يحقق لهم المصالح والهبرات من كل باب ، حتى قانون ساكسونيا المشهور في زمن غابر كان له هيبته واعتباره .

لكن اليوم لا سيادة الا لقانون النفوذ والهنجمة والقوة وليس هناك شيئ اسمه القانون وسيادة القانون وحكم الناس بالشرع والقانون لان ذلك لو تم سيعيد عجلة الحياة الى طبيعتها ويعيد الحقوق لاصحابها وتصفد شياطين الانس في أماكنها وينعم الغالبية من المواطنين بأمن واستقرار وخيرات أوطانها !! 

حول الموقع

سام برس