بقلم/ احمد الشاوش
يحتفل اليمنيون في جميع المحافظات والمدن والقرى يوم الاحد الثاني عشر من ربيع الاول من كل عام بذكرى المولد النبوي الشريف ، على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم ، وسط فرحة كبيرة وسعادة غامرة ولحظة تاريخية لاتوصف ، لاسيما بالعاصمة صنعاء والحديدة وتعز وحضرموت وغيرها من المدن اليمنية التي تحولت سماءها الى لوحة ضوئية بديعة وجوهرة فريدة يكسوها اللون الاخضر وتحولت الى دُرة المدائن وقبلة للزائرين .

في مثل هذا اليوم العظيم أشرقت شمس الحرية وزال الظلم وصدح الحق بقدوم رسول البشرية وخاتم الانبياء والمرسلين محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه واله وسلم الذي بُعث رحمة للعالمين بما حمله سيرة عطرة تمثلت في قيم الصدق والامانة والوفاء والنخوة والعدالة والمساواة والتسامح والتعايش والحكمة ومكارم الاخلاق الذي جاء مكملاً لوضع اللبنة الاخيرة من تلك المكارم النبيلة.

وفي مثل هذا اليوم العظيم يجب ان نستلهم الدروس المفيدة وان نُجسد السيرة النبوية العطرة والمسيرة المحمدية السامية بما حملته من رسالة دينية واخلاقية وانسانية وقيم مثالية تجلت في الامانة والاخاء والتكافل والمحبة والايثار والرحمة والاخلاص والتضحية والنصيحة والعدالة والبُعد عن التضليل والتزييف والاحتيال والتدليس والغرور والطغيان والاستبداد وأكل حقوق الغير دون أي وجه حق شرعي او قانوني .

نحتفل اليوم بالمولد النبوي الشريف ، ليس كمجرد أنوار واضواء والعاب نارية تُطلق في السماء ويافطات وخرق وشعارات تُعلق في الجدران والحيطان واهدار المليارات وتكليف الناس مالا تطاق ، وانما من اجل ان نأخذ العبرة ونمتثل لاوامر الله ورسوله وان نكون اكثر ايماناً وتسامحاً وتصالحاً وتعايشاً ووفاءاً ومواقفاً وتماسكاً وبُعداً عن الاحقاد والفجور والكراهية والاختلاف والفتن والمؤامرات والتبعية للشرق والغرب وانما لله الواحد القهار .

صلوات ربي عليك ياحبيبي يارسول الله يامن لانبي بعدك ولا رسول بعدك ولا حاكم ولا ملك مثلك في سيرته وعدالته وصدقه ووفائه وامانته وتواضعه ورحمته وبره مثلك وبعدك .. سلام عليك ياحبيبي يارسول الله .. يوم ولدت ويوم مت ويوم تُبعث حيا.

أخيراً .. ما احوجنا في مثل هذا اليوم العظيم وسائر أيام السنة الى الالتزام بالسيرة النبوية الشريفة وتجسيد مكارم الاخلاق وتطبيق الاحكام الشرعية على الكبير والصغير ومحاربة الفساد بكل أنواعه واشكاله وصوره وبؤرة ومراكزه وان تكون أقوال القادة والعلماء والسياسيين والوزراء والمشرفين وغيرهم ممن يديرون ويتحكمون ويحكمون شؤون الناس في شمال وجنوب وشرق وغرب اليمن مطابقة لاعمالهم.

وأن يكونوا أكثر رحمة وعدالة ومسؤولية في تقديم الخدمات الضرورية للمواطن الفقير والجائع الذي كفلها الاسلام وانصافه ورفع الظلم والجور عنه وتوفير المعيشة اللائقة والكريمة التي تجعله اكثر أمناً واستقراراً وايماناً وحُباً وتمسكاً ودفاعاً عن الاسلام والسيرة النبوية الشريفة والوطن وحول قيادته.. فهل من رجل رشيد؟.

حول الموقع

سام برس