بقلم/ حسن الوريث
تابعنا خلال الايام الماضية ومازلنا نتابع اخبار عن تهافت وزراء حكومة التغيير والبناء على الوصول الى هيئة مكافحة الفساد من اجل تقديم ماتسمى اقرارات الذمة المالية وقبل هذه الحكومة كان اعضاء حكومة الاتقاذ قد قاموا بنفس الدور من خلال تقديم اقراراتهم ولكن في نهاية الامر فان مايتم هو ادخال تلك الاقرارات في الادراج وكان شيئا لم يكن وكل يذهب إلى حال سبيله والشعب المسكين يتفرج على تلك المسرحية الهزلية التي تسمى مكافحة الفساد ولم نسمع عن تقديم اي فاسد بل انه تم تكريم اعضاء الحكومة تقديرا لنزاهتهم وسيتم القيام بنفس الدور مع هذه الحكومة وكل الحكومات التي ستاتي ..

هناك تساؤلات يطرحها المواطن عن جدوى هذه الهيئة طالما وان مهمتها فقط هي استقبال اقرارات الذمة المالية للمسئولين والتقاط الصور معهم وحفظها في الادراج?? وهل الهيئة عبارة فقط عن عناوين ولافتات وهمية فقط لخداع البسطاء والمواطنين وصرف المزيد من الأموال كمرتبات وحوافز لمسئوليها الذين أصبحوا أرقام في كشوفات المكافآت بحجة محاربة الفساد والفساد مازال يتغول في مفاصل البلاد والعباد ?? وهل هناك قضايا فساد ضبطتها الهيئة وقدمتها للنيابة والمحكمة ؟ وهل هناك فساد فعلي حالياً يستوجب إبقاء هذه الهيئة ?? وهل يعقل ان تكون الحكومة كلها نزيهة ولايوجد فيها فاسد واحد ?? ولماذا تم تغييرها اذا كانت كذلك ?? ..وهل سيظل الشعار لدى الفاسدين " يمدد الفاسد ولايبالي " ?? ..

مما لاشك فيه أن البلاد عاشت سنوات طويلة من الفساد والإفساد لقيم وثقافة المجتمع وتكريس مبدأ حكم القوي على الضعيف فقد تحول المواطن الى أضعف الحلقات ولم يعد هناك من ينصفه فأصحاب رؤوس الأموال احتموا بالنافذين لحماية مصالحهم والفاسدين أعادوا انتشارهم وبدأوا يخرجون من اوكارهم بعد أن كانوا دخلوا اليها خوفا من التيار والنافذين أعادوا تموضعهم بعد أن كانوا تركوا أماكنهم وهربوا لكنهم الآن يتصدرون المشهد لسبب أو لآخر واجهزة مكافحة ومحاربة الفساد عبارة عن عناوين ولافتات وهمية فقط لخداع البسطاء والمواطنين والفساد مازال يتغول في مفاصل البلاد والعباد والأجهزة التي يفترض أنها وجدت لحماية المواطن تحولت إلى أجهزة لتخويفه وارعابه وحماية النافذين .. 

لدينا قانون مكافحة الفساد وقانون الذمة المالية وقوانين كثيرة كلها تجرم الفساد ولكن لابد من تفعيلها حتى تؤني ثمارها ولابد أيضا أن يترافق معها جهود كبيرة لان مكافحة الفساد منظومة متكاملة تبدأ من مناهج التعليم بكافة مراحله ومستوياته وتستمر مع الإعلام والإرشاد وتتواصل مع قوة القانون وتفعيله وتطبيقه على الجميع دون استثناء وصدقوني لو اننا انطلقنا من استراتيجية ورؤية حقيقية وعلمية لكان النجاح حليفنا في القضاء على الفساد أو على الأقل الحد منه ولو عرف كل مسئول ان هناك رقابة من الدولة وأجهزة مكافحة الفساد وايضا من الاعلام الذي يفترض أنه أحد أساليب كشف الفساد   فإنه أي المسئول سيخاف كثيرا اما اذا ظل الأمر هكذا مجرد روتين وبروتوكولات إعلامية فإن التمادي هو الذي سيظل مسيطرا وسيستمر الفساد بل ويتضاعف ويتغول لان المثل يقول من أمن العقوبة أساء الأدب ونحن نقول ان من أمن العقاب افسد أكثر.. وبالتالي لابد من وضع النقاط على الحروف وان تكون محاربة  الفساد ومكافحته هو الهدف الاهم اذا اردنا بناء الدولة الحقيقية .. فهل وصلت الرسالة ام ان مكافحة الفساد ستظل مجرد اكذوبة كبرى ومسرحية هزلية؟؟..

حول الموقع

سام برس