بقلم/ القاضي د/ حسن حسين الرصابي
رغم الواقع السوداوي .. ورغم الضبابية المعتمة التي تطغى على واقعنا العربي والاسلامي إلا ان وسط هذا الركام ينبثق أمل وتلوح اعمال يمكن اعتبارها مبشرة ومتفائلة ومؤكدة بان نهاية النفق ضوء يشع وطريق يفضي إلى شيء من الحق الذي لا يمكن ان يضيع وسط زحمة الاحداث وتحت رغبات الفوضى .

بمعنى أن الصهيونية ومن تحالف معها أو يعمل تحت لوائها مضغوطاً أو مجبراً أو منساقاً خلف حسابات المصالح المشتركة قد انكشفت وتعرت من مثل اوراق التوت التي كانت تستر عور اتها وظهر للعالم اجمع انها قوة غاشمة ومتآمرة وتعمل لمصلحتها هي او يمكن ان تكون عبئاً على المجتمع الغربي المتصهين رغم كل هذا التحدي إلا ان العالم الحر أفاق على عنجهية صهيونية لا تضع وزناً للقوانين الدولية ولا تعبأ حتى بالغرب ونظامه التي ارساها بعد الحرب العالمية الثانية .. ولهذا رأينا الصحوة الامريكية وتحديداً شباب الجامعات الامريكية الذين تصدروا الموقف وازاحوا الستار عن نفوذ صهيوني طاغ ومتعدد حتى على الجامعات وعلى الاستثمار وعلى الموارد وهذا ما تكشف علانية حيث وثقت الوسائل الاعلامية الشبكات اللوبية عاجزة عن التأثير على الشباب الامريكي ..

فقد كان الشباب الامريكي هو الجذوة التي اشكلت المؤثر واشعلت تلك العدوى إلى اوروبا والى أمريكا اللاتينية ..

مثل هذه الصحوة المبشرة قد أو ضحت مدى العجز الفاضح للشباب العربي الذي شغل بتوافه الأمور وبهوامش الاحداث..

والذي يحز في النفس ان نجد الحفلات الغنائية ومسابقات الكرة وسباق الهجين السائدة وهي محور الاهتمام عندهم ..

وما جرى هو تغييب الوعي العربي ومثل هذه القفزة انبرى لها الشباب الامريكي والاوروبي الى تغطيتها والى حمل المشاعل المتوقدة ضد النفوذ الصهيوني وضد الهيمنة الاعلامية والسياسية لبني صهيون مما يدل ان العيون انفتحت والاهتمام انصب على مراكز النفوذ الصهيوني التي يجب التصدي لها وكانت غزة وجراحاتها ودمارها هي المهمة لهم اذ لم تخفت نيران المواجهة مع الصهاينة ومع ثقافة بني صهيون وهذا يفسر لنا لماذا تصدر الموقف بعض نشطاء اليهود في امريكا واوروبا لإعلان موقف من صهاينة تل أبيب ..

وتوازى مع هذه الصحوة ائتلاف دولي ضد الكيان الصهيوني بداته دولة جنوب افريقيا التي أقتادة ممثلي الكيان الصهيوني إلى محكمة العدل الدولية مما شجع المحكمة الجنائية الدولية الى اتخاذ موقف قوي من بشاعة الكيان الصهيوني وممارساته مما دعا الرموز الصهيونية الى مهاجمة الامم المتحدة ومنظماتها وهذا أظهر هذا الكيان بمظهر المتمرد وهذه خطوات مهمة واساسية في طريق عزل الكيان الصهيوني الذي اصبح مكشوفاً ومزعزعاً وخاصة ان العالم بدأ يتحرر من سطوة القطب الاحادي الذي محوره واشنطن فهذه باريس تتململ وتبدي تبرماً من ممارسات الكيان الصهيوني في التباين والتلاسن الذي جرى ويجري بين تل أبيب وباريس وهذا تأثير الضغوط التي مارسها الشباب الغربي الاوروبي الذي يرى ان الصهاينة قد تجبروا وظهر طغيانهم على الساحة الدولية وأن التعامل معه بشيء من الحزم والتحرر من سطوته الطاغية وإجمالاً .. الكيان أصبح في مأزق اخلاقي وقانوني ولولا الغطاء الأمريكي فانه كان قد ذهب الى الهامش التاريخي .. وسيكون عليه ان يدفع الثمن باهظاً .. فهو كيان غير شرعي وغير مقبول ومبتز وفي المدى القريب سيواجه نبذاً كاملاً لان دائرة الرفض له تتسع وتنذره بمواقف لا يحمد عقباها ..

حول الموقع

سام برس