بقلم/ يحيى يحيى السريحي
دائما ما تكون الحرب التي تنشب في اطار الدولة الواحدة أو فيما بين الدول وبعضها تخلف تلك الحرب خسائر بشرية ومادية ودمار يطال الكثير من البنية التحتية ، ناهيكم عن الهجرة البشرية التي تجبر المواطنين رغم أنوفهم على ترك وطنهم خلفهم بحثا عن مكان آمن يضمن سلامة ابدانهم وأسرهم ، وفي الحرب يجتمع كل الحاقدين والانتهازين من رجال السياسة والدين وتجار الحروب ، ويستقدم فيها ويستخدم مرتزقة الحروب من أصحاب العقول المعطلة والتدين المزيف والإعلام المغرض ، وحينها تنهار الدول بانهيار اقتصادها ومنظومة الصحة والتعليم فيها ، وتنهار منظومة القيم والاخلاق ، والشعوب التي تمتلك رصيد من الاخلاق يحصنها من الاختراقات الفكرية والدينية والوطنية المضللة كالشعوب العربية والاسلامية غالبا ما تكون مستهدفة من قبل أعدائها لتدمير تلك المنظومة الاخلاقية ، وللوصول لذلك الهدف وتدمير الاخلاق تكون الحرب هي الطريقة الناجعة لتحقيق ذلك الهدف وتحت اي ذريعة وأي سبب كذريعة الربيع العربي ، أو يلجأ العدو أو الاعداء جمعا كانوا أو منفردين الى تغذية الخلافات البينية الداخلية في اطار الدولة الواحدة كما يحدث اليوم في السودان الشقيق ، أو بالعدوان الخارجي كالعدوان الهمجي للعدو الصهيوني على فلسطين ولبنان وسوريا واليمن .

 فما يشهده العالم اليوم من حرب ظالمة وعدوان غاشم تقوده دولة الكيان المحتل بدعم أمريكي وغربي تحت ذريعة القضاء على محور المقاومة في الداخل الفلسطيني واللبناني ما هي الا خدعة يتستر ورائها الصهاينة لتحقيق مشروعهم الصهيوني وحلمهم باقامة كيانهم المزعوم من الماء إلى الماء ، بيد أن هذا الحلم ما هو الا وهم وسيضل كذلك طالما بقت المقاومة في نحورهم . فالمقاومة وجدت لتبقى وان اغتيل بعض قادتها ورموزها ، فالثابت تاريخيا ان الغازي المحتل أيا كان وكانت قوته فمصيره الحتمي الهزيمة والانكسار والزوال ، والنصر حليف كل مظلوم ومضطهد وصاحب حق ومقاوم .

وحينما تحتل الارض ويهتك العرض لزاما على كل أبناء الوطن الواحد والأمة جمعا أن يكونوا صفا واحد وأن يتناسوا خلافاتهم الداخلية أيا كانت سياسية ، أو مذهبية دينية ، أو صراع على السلطة ومصالح اقتصادية ، لأن الدفاع عن الوطن ومقاومة الغازي المحتل ودحره ونحره مهما كلف ذلك من تضحيات وتسبب بالمآسي والويلات واجب على جميع أبناء الوطن . ومنذ عام  وحماس وحزب الله ومعهم بقية محور المقاومة من اليمن والعراق يخوض المحور حرب شرف ، وعزة ، وكرامة ، ليس دفاعا عن فلسطين ، ولبنان ، وانما دفاعا عن شرف الأمة العربية والاسلامية التي أهدرها العدو الصهيوني بدعم أمريكي بامتياز ومعهم الغرب السياسي ، في الوقت الذي بعض قادة الامة العربية يقفون إلى جانب العدو الصهيوني كالاردن ، ومصر ، والسعودية ، والامارات ، يقفون مع الجلاد الذي سلخ ظهورهم ، ودنس مقدساتهم ، وسلبهم كرامتهم ومكانتهم بين الامم ، وياليتهم التزموا الحياد بدلا من الخزي والعار الذي ألبسوه أنفسهم بانحيازهم للعدو الصهيوني الذي يقتل أطفالهم ونسائهم وشيوخهم ولكن ذلك العري الاخلاقي والقومي والديني لأولئك القادة تحديدا سيلاحقهم حتى قبورهم ، أما محور المقاومة فقد اختاروا طريق العزة والكرامة ، فلا يوجد في حسابتهم الخوف أو التراجع أو الاستسلام ، فاما النصر أو الشهادة ، واستشهاد قادة المقاومة ورموزها لا يعني موتها أو وقف حركة المقاومة ضد العدو ، بل على العكس من ذلك تماما فاغتيال قادة المقاومة في حماس ، وحزب الله ، وغيرهم يضيف لمحور المقاومة دافع وحافز آخر للمضي على خطى الشهداء وتحقيق النصر الكامل على الكيان الغاصب ودول الاستكبار مهما كلف الأمر ، ولعل من يراقب مجريات الحرب الصهيونية وحركة المقاومة العربية الاسلامية بعد استشهاد السيد حسن نصر الله أن جبهة لبنان صارت أكثر شراسة وضرر وخسارة على العدو الصهيوني وستكون كذلك في غزة بعد استشهاد البطل المجاهد يحيى السنوار الذي استشهد وهو يحمل سلاحة ويواجه عدوه الذي كان يمتطي الدبابة وهو بسلاحة الشخصي - بكلاشنكوف وقنابل يدوية -  فأي شرف وعزة يبتغيها المجاهد أكثر من ذلك ، لقد أضحى المجاهد يحيى السنوار اليوم أيقونة وحديث العالم بعنفوانة وشجاعتة ، وغدا سيكون ملهما للاجيال القادمة ، هذه هي حسابات المقاومة في الحرب اما الاستشهاد أو النصر ، وما النصر إلا صبر ساعة ولعل الساعة تكون قريب .

حول الموقع

سام برس