بقلم/ احمد الشاوش
في وداع القائد الفلسطيني البطل والشهيد العربي الحي والمجاهد المسلم" يحي السنوار" الذي حمل قضية شعبه ووطنه والقدس الشريف ومسرى الانبياء بارادة حرة وعزيمة وصبر ونضال وكفاح بلاحدود في زمن الضعف والهوان..

شرف كبير ان نكتب عن هذا القائد المؤمن والمناضل الجسور والرجل الشجاع والمجاهد الشامخ الذي نذر حياته من أجل تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي والطغيان الصهيوني والصلف الامريكي والاستبداد البريطاني والسقوط الالماني والانحطاط الفرنسي والنفاق العربي الذين أكتفو بالادانة والاستنكار والتفرج على مجازر الابادة الجماعية الاسرائيلية البشعة التي لم تستثن مولوداً ولا طفلاً ولا امراءة و شيخ ولا مساجد ومستشفيات ومدارس ومنازل وابراج ومخيمات للانروا تأوي النازحين من القصف المرعب والاسلحة الفتاكة وكتائب الموت على مدار الساعة ، والتفنن في محارق "هولوكوست " ،نتنياهو والجيش الاسرائيلي التي وصلت الى أكثر من 42 ألف شهيداً مدنياً وأكثر من 99 ألف جريح فلسطيني امام انظار مجلس الامن .

يحي السنوار الاسد الفلسطيني الذي أقلق وارعب وأرق العدو الصهيوني من اجل قضيته الانسانية وكفاحه المشروع لتحرير فلسطين.

يحي السنوار ، آمن بقضيته وقضية شعبه وانخرط في المقاومة الاسلامية حماس ، مثله كمثل أي فلسطيني ثائر يريد ان ترى فلسطين النور وأن تتحرر من دنس الاحتلال الصهيوني كحق شرعي وقانوني وانساني ، لذلك جند نفسه وحياته ووقته وسنين عمره مجاهداً ومقاوماً صلباً وقائداً ميدانياً يدير المعارك وجهاً لوجه مع العدو الغاشم وأكبر قوة في العالم "امريكا" ، لتحقيق ذلك الهدف النبيل والسامي "الحرية" و "التحرر" ، ليس كبعض القوى والقيادات الاسلامية والتقدمية والوطنية ومشاريع المقاولة التي تدمن الخطابات الرنانة والحنانة والطنانة لسحر الجماهير والضحك على الشعوب.

والشيء الذي يُحسب لذلك القائد البطل انه لا يحب المنصات وهدير الميكرفونات ولا يعرف ضجيج الساحات والمؤتمرات والسفريات والاستجمام و الاجنحة والشاليهات والغرف الفندقية ، كما ان مجاهد بتلك الارادة والقناعة والتواضع والبساطة والحزم والتفكير أكسبه شعبية كبيرة وحب واحترام لدى الكبير والصغير ، لاسيما وانه ليس من أصحاب الفلل والقصور والسيارات الفاخرة والحشم والخدم وحُب الاستعراض والظهور الاعلامي ، وانما خصص حياته ووقته للمعارك وساحات الشرف والكرامة ومواجهة العدو بكل بسالة وشجاعة مع بعض من رفاقه الابطال حتى ارتقى شهيداً شامخاً كالجبل .

سيظل يحي السنوار .. الشهيد الحي الخالد في قلوب الفلسطينيين والعرب والمسلمين والانسانية التي تأبى الظلم والطغيان والغزو والاحتلال والاستعمار وتتوق الى التحرر

لن نبكيك يايحي السنوار لانك الشهيد الحي والمجاهد الاكبر والرجل الصادق مع الله وشعبك وقضيتك العادلة ..

لم تمت ايها المناضل الجسور والمؤمن الغيور ولم تغادر فلسطين والعالم من صفحات التاريخ وذاكرتنا وذاكرة الاجيال التي تعلمت منك القيم والاخلاق والصمود والبطولة أمام الجبابرة والطغاة ، لان كل طريق وحي وشارع وسوق وشجرة وزهرة وشاطئ وجبل وجدار وحجر وخندق وقرية ومدينة وطفل وامرأة وشاب ويافع وكهل وشيخ وصديق وعدو يعرف مواقفك وهدفك السامي وقضيتك العادلة لذلك لن تموت وانما حي تُرزق عند الله .

وعندما ماتت ضمائر القادة والسياسيين وبعض رفاق النضال تحولو الى وحوش وعندما سقطت اخلاقياتهم واهدافهم ومواقفهم وتبرأو عن تحرير وطنهم ماتت رجولتهم وانسانيتهم وشخصياتهم وسيرتهم وتاريخهم وانكشفت خيانتهم ونفاقهم ومزايدتهم وارتزاقهم ومتجارتهم باسم القضية الفلسطينية ، تكشفت كل الحقائق لتجعل منك أيقونة للنضال.

عندما كان بعض المحسوبين على القضية الفلسطينية الذين يتمتعون بالوجاهة والقوة والنفوذ والملابس الفاخرة وربطات العنق والقمصان الجميلة من أعراق دور الموضة والفلل والشقق والقصور والشركات والارصدة والاستثمارات والحفلات والمؤتمرات والخطابات الرنانة باسم فلسطين .. كنت المجاهد الاول والمقاوم الفلسطيني الجسور الذي يحمل بندقيته وساعته وملابس الخنادق والمعارك بعيداً عن دور الازياء والاجنحة الفندقية والجولات المكوكية والمزايدة باسم القضية.

أخيراً .. أكتب هذه السطور عن القائد والمجاهد والشهيد يحي السنوار كأقل واجب ديني واخلاقي وانساني مع جبل شامخ وشهيد خالد قاتل حتى الرمق الاخير من أجل تحرير فلسطين والانتصار لوطنه وشعبه رغم الكثير من الاراء السياسية والحزبية التي ترى فيه قائداً وطنياً شجاعاً وايقونة النصال الفلسطيني ومن يسجل سهام النقد للشهيد الخالد.

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.. سورة ال عمران

حول الموقع

سام برس