بقلم/د.عمر افلح
عندما نودع عالمًا من علماء القرأن و قائدا حكيما في المجتمع، كالشيخ العلامة الحافظ عبد المحسن ثابت، فإننا ندرك أننا قد فقدنا ليس فقط شخصًا بل فقدنا تراثًا من العطاء والمعرفة والتوجيه. إن رحيله يعتبر فاجعة لزبيد واليمن وللمجتمع الإسلامي بأسره.

فقد كان الشيخ عبد المحسن ثابت ليس فقط عالمًا بارزًا بل كان أيضًا مصلحًا اجتماعيًا، حيث كان له دور فعّال في تقديم الدعم والخدمات للفقراء والمحتاجين في مختلف ربوع الوطن و كان يعمل جاهدًا على تعزيز الوحدة والتلاحم بين أفراد المجتمع، ونشر قيم العدالة والتسامح والتعايش السلمي.

وعلى الصعيد العلمي، كان الشيخ العلامة عبد المحسن ثابت منارة تضيء دروب العلم والمعرفة، حيث كان يعتبر مرجعًا للطلاب والمثقفين في مديرية زبيد وخارجها. كان يقدم النصائح والتوجيهات الحكيمة في مختلف المجالات الدينية والاجتماعية، مما جعله شخصية محترمة وموثوق بها من قبل الجميع.

عندما كنا نواجه منا مشكلة في حياته أو موقفا واردنا النصيحة فيها فلم نجد سوى الشيخ عبدالمحسن ثابت ليكون هو المرجع والمرشد.. وطيلة حياته كان بيته مفتوحا للجميع دون استثناء للصغير والكبير.. للرجل والمرأة..

ومع ذلك، فإن رحيله ترك فراغًا كبيرًا في قلوبنا وفي المجتمع، ولكن يجب أن نستمد العبر والدروس من حياته النبيلة ونواصل مسيرته في خدمة الإنسانية وتعزيز القيم الإنسانية والدينية التي كان ينادي بها. إنها مسؤولية نحن كمجتمع أن نحافظ على تراثه ونستمر في تحقيق رؤاه وأهدافه من أجل بناء مجتمع أفضل وأكثر تلاحمًا وتقدمًا.

لن تنسى الشباريق التي نشأ فيها وعاش فيها وزبيد واليمن كلها ولا المجتمع الإسلامي بأسره إسهامات الشيخ العلامة عبد المحسن ثابت، فقد كانت حياته مليئة بالعطاء والإحسان والتفاني في خدمة الآخرين. إنها خسارة كبيرة لنا جميعًا،

ودعنا علمًا من أعلام العلم والدين، الشيخ العلامة عبدالمحسن محمد ثابت، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والخير. لقد كان الشيخ عبدالمحسن رمزاً للعطاء العلمي والتربوي، ومثالاً يُحتذى به في الزهد والورع.

لقد نشأ الشيخ عبدالمحسن في بيت علم ودين، واكتسب من والده حب العلم والتمسك بتعاليم الدين الحنيف. بدأ رحلته العلمية منذ صغره، حيث حفظ القرآن الكريم وتفقه في العلوم الشرعية، وتلقى العلم على يد كبار العلماء والمشايخ. كانت له مساهمات جليلة في نشر العلم من خلال دروسه ومحاضراته، والتي استقطبت طلاب العلم من كل مكان.

كان الشيخ عبدالمحسن صاحب منهج وسطي، ينبذ التطرف ويدعو إلى الاعتدال والحكمة في الدعوة إلى الله. لم يكن عالماً فحسب، بل كان مربيًا ومصلحًا اجتماعياً، يسعى دائماً لنشر قيم التسامح والمحبة بين الناس. كانت مجالسه منارة للعلم والنور، تجمع حولها طلاب العلم والمحبين للاستفادة من علمه وحكمته.

برحيل الشيخ عبدالمحسن، يفقد العالم الإسلامي أحد كبار علمائه، ولكن عزاؤنا في إرثه العلمي الغني، وطلابه الذين سيواصلون مسيرته في نشر العلم والدعوة إلى الله. لقد ترك لنا الشيخ عبدالمحسن محمد ثابت ذخيرة علمية عظيمة ستظل نبراساً للأجيال القادمة.

نسأل الله عز وجل أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. ونسأله سبحانه أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل. إنا لله وإنا إليه راجعون.

حول الموقع

سام برس