بقلم/ يحيى يحيى السريحي
الحق والقوة كلمتان متلازمتان لا قيمة ولا معنى لاحدهما دون الاخرى ، ونحن العرب والمسلمين يعلم صغيرنا قبل كبيرنا ويعلم العالم اجمع أننا اصحاب حق واسترداد أرضنا ومقدساتنا المغتصبة من اليهود في فلسطين والجولان لنا في ذلك كل الحق ، ورغم امتلاكنا القوة البشرية والعسكرية والمادية لاسترداد ذلك الحق إلا أننا مستضعفين (ولسنا ضعفاء) مستضعفين من حكامنا الذين انبطحوا لأمريكا واسرائيل يسيرونهم كالقطيع كما يشاءون ، حكامنا الذين هرولوا نحو التطبيع مع دولة الكيان الغاصب تحت املاءات ورغبات ورهبات أمريكا ، ورغم ذلك أن اسرائيل وامريكا يستخدمون القوة الغاشمة لدعم باطلهم وارتكاب مجازر الابادة ضد شعب غزة الاعزل قرابة تسعة اشهر ونيف وأن تلك الجرائم الوحشية قد حركت الضمير الانساني في عديد من دول العالم إلا أن حكام الدول العربية والاسلامية قد ظلوا طريقهم حينما ظلوا مكتوفي الايدي تجاه ما يحدث كل ساعة وكل يوم طيلة العدوان على غزة ، ظل حكامنا مكتوفي الايدي تجاه حقوقنا وهي تسلب ، وثرواتنا وهي تنهب ، وأرادتنا وهي تصادر ..

والمضحك أن الغرب عموما وأمريكا واسرائيل تحديدا يتغنون بديمقراطياتهم العتيدة ، وحقوق الانسان لديهم ، وقيمة الانسان في مجتمعاتهم ، في محاولة لقلب الشارع العربي والاسلامي وتحريضة على زعمائهم وحكامهم الذين هم في الاساس سدنة وخدام لاسيادهم من الغرب والصهاينة والامريكان ، يعلم الامريكان جيدا أن حكام العرب قد تعروا أمام شعوبهم وانكشفت سوأتهم وعمالتهم للغرب والامريكان والصهاينة ويسعون للخلاص منهم وصعود آخرين يؤدون نفس دور العمالة والخيانة ، فهم يعلمون أن غالبية الشعوب العربية والاسلامية باتوا اليوم على يقين لا ينازعة أدنى شك أن حكومات وزعامات الدول العربية والاسلامية قد سقطوا من عيون شعوبهم حينما سقطت تلك الزعامات والحكام في براثن التبعية والذلة والمهانة لأمريكا واسرائيل ، وكان لعملية طوفان الاقصى أو الانتفاضة الثالثة  الدور الأكبر في اسقاط الاقنعة عن وجوه تلك الزعامات العميلة التي لم يتحرك لها ساكن وهي ترى بأم عينها كل ذلك الاجرام والوحشية في القتل والتدمير لشعب غزة المكلوم ، ويعود  الفضل ايضا لطوفان الاقصى في كشف حقيقة تلك الزعامات العربية الخنيعة ، وحقيقة أن اسرائيل دولة ضعيفة ، وليست وحدها الضعيفة فأمريكا هي الأخرى ضعيفة ويعود الفضل بعد الله تعالى لفضحها وكشف حقيقة ضعفها يعود للجيش اليمني الذي كسر شوكة أمريكا وطاردها في البحار وارغمها بسحب مدمراتها واساطيلها الحربية من البحر الاحمر تجر ورائها ذيول الخيبة والخزي والعار ، فلم تعد اسرائيل الدولة التي لا تقهر ، ولا أمريكا الدولة الأقوى في العالم والمتحكمة فيه ..

لقد كانت عملية طوفان الاقصى بمثابة تأكيد عملي أن الحق لا يسترد الا بالقوة ، والأكيد أن الصهاينة قد هزموا شر هزيمة وأن المقاومة بمختلف فصائلها في غزة وتدعمها المقاومة من اليمن ولبنان والعراق قد جرعوا الصهاينة مرارة الهزيمة ، وأن حجم الخسائر التي تكبدها العدو الصهيوني منذ بداية عملية طوفان الاقصى المباركة وحتى اليوم خسائر مادية وبشرية مهولة رغم تكتم العدو الصهيوني وحرصة الا تنكشف ، كما أن من المؤكد أن  تطهير الارض العربية والمقدسات من دنس الصهاينة غدا قريبا جدا باذن الله ، قال تعالى : "انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا " صدق الله العظيم المعارج أية 6.
حفظ الله اليمن وشعبها وغزة وأهلها

حول الموقع

سام برس