بقلم/ محمد العزيزي
مؤلم جداً عندما ترى العالم وهو يتعامل مع كرة القدم وجميع الأنشطة الرياضية والألعاب المختلفة بطريقة أكثر أهمية واهتمام ويعتبرها مصدر اقتصاد ومورد مالي هام ومهم جدا ، إلا في بلادنا اليمن فالمسؤولين ينظرون ويعتبرون كرة القدم عبارة عن لعبة للتسلية وتضيبع للوقت ليس إلا .

وصل العالم إلى فهم ودراية علمية أن مدرب الفئات العمرية يجب أن يكون على مستوى عالي من الدرية والفهم ولديه شهادة معترف بها من الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا ، كونه هو من يقوم باكتشاف المواهب والبراعم، أي مدرب متخصص ويملك من العلم و الخبرات والتجارب والتدريب المهني التي تمكنه من اكتشاف تلك المواهب الرياضية للأندية وصقلها وإعدادها بشكل صحيح ليصبح الموهبة نجم المستقبل.

لا يمكن في أي مكان في العالم والمعمورة أن يتم تعيين مدرب لأي فئة من الفئات العمرية الرياضية ،ولم يكن حاصل على شهادة علمية وخاض الدورات التدريبية المتخصصة المعتمدة عالميا في مجال التدريب إلا في بلادنا الحبيبة فمدربيها لجميع الفئات والأندية بالخبرة وبحسب المقربين منه ومعظمهم بدون رخص أو شهادات تدريبية معتمدة ، وبحسب علمي أن عدد المدربين في اليمن الحاصلين على شهادة معتمدة من الاتحاد الدولي والأسيوية لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، أو يزيدون بأثنين تقريباً.

طبعا الاتحادان الدولي والإقليمي الأسيوي يقيم هذه الدورات التدريبية المتخصصة A,B,C,D ولكن هذه الدورات تقام برسوم ومبالغ مالية ، إما على حساب اتحاد كرة القدم للدولة أو على حساب النادي أو على حساب الشخص نفسه المدرب ، في اليمن كل هذه الإجراءات وتأهيل المدربين غير مدرجة في اهتمامات الدولة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم ولا حتى في إدارات الأندية ، وهذا الإهمال بطبيعة الحال ينعكس على واقع الرياضة وما تحققه المنتخبات الوطنية في منافساتها على البطولات الرياضية .

لا أدري لماذا لا يقوم اتحاد كرة القدم اليمنى باستغلال الفراغ الرياضي الطويل في غياب الأنشطة الرياضية بأن يقوم في إقامة دورات تدريبية لجميع المدربين اليمنيين ومن يريد أن يخوض ويمتهن التدريب الكروي في اليمن ،وتصنيفهم وفق الفئات التدريبية كما وضحناها أنفا ،واعتمادها من الاتحاد الدولي ، أو على أقل تقدير أن تعقد هذه الدورات محليا إذا كان من الصعب ترشيح عددا من المدربين للخارج للحصول على الرخصة الدولية للتدريب واعتمادها من قبل الاتحاد الدولي.

إلى متى ستظل بلادنا في هذه الغفلة والتطنيش واللامبالاة في كل شيء والاهمال المتعمد ، وخاصة في عملية التأهيل والتدريب وبناء قدرات تستطيع بناء جيل رياضي محترف وبطريقة علمية وأسس يتبعها كل بلدان الله.. إلى متى.. وإلى متى ، ومتى ستنتهي العشوائية وقاعدة ما بدء بدينا عليه؟! .

حول الموقع

سام برس