بقلم/ يحي يحي السريحي
بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور  اسماعيل هنية وهو في حماية وضيافة الدولة الايرانية ، تضع تلك الحادثة إيران كنظام ودولة اسلامية كبيرة في موقف لا تحسد عليه ، الشهيد المرحوم باذن الله كان على علم بإن دمه ليس أغلى من كل الدماء الفلسطينية الزكية الطاهرة التي أهدرت وسقت التراب الفلسطيني في مقاومة المحتل الغاصب ، غير أن لا أحد يتوقع أن تكون نهايتة وهو في حما إيران الدولة التي ذهب إليها ليبارك لرئيسها فوزه بالانتخابات الرئاسية ، بل إن غالبية الشعوب العربية والاسلامية اليوم في حالة صدمة كيف للكيان الصهيوني أن يتجرأ ويخترق كل الخطوط والمحضورات وينتهك سيادة دولة مؤثرة في السياسة الدولية كإيران ، وتمتلك من عناصر القوة البشرية والمادية والعسكرية ما يجعل أي دولة في العالم تحسب لها ألف حساب ، وجرأت اسرائيل في انتهاك السيادة الايرانية للأسف ليست المرة الاولى التي يتعدى الصهاينة على ايران بل المرة الثانية خلال ثلاثة اشهر فقط ، ففي المرة الاولى قام الكيان الصهيوني في الاول من شهر ابريل من عامنا الجاري بالاعتداء على ايران حينما هاجمت طائراته الحربية من نوع إف 35 المبنى الملحق بالقنصلية الإيرانية المجاور للسفارة الإيرانية في دمشق مما أسفر عن مقتل 16 شخصا من بينهم قائد كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري العميد محمد رضا زاهدي بالاضافة الى سبعة ضباط آخرين من الحرس الثوري الإيراني ، صحيح كان هناك رد ايراني على تلك الجريمة والاعتداء الخبيث المنتهك لكل الاعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية لكن الرد الايراني كان مخيبا ولم يكن بمستوى الخسارة الايرانية ، ولأن العدو لم يتلقى ضربة تقصم ظهرة وتؤثر فيه ، فقد استحلى اللعبة فها هو يعيد الكرة للمرة الثانية ليستهدف الشهيد اسماعيل هنية غير ان هذه المرة كان التحدي لإيران بالاعتداء في عقر دارها وداخل اراضيها ، وهو في الحقيقة تحدي سافر ومستفز لايران حكومة وشعبا ، واقعة الاعتداء والأثر الذي سعت إسرائيل من وراء عدوانها الهمجي تحقيقة في المستقبل المنظور هو اعادة الهيبة والمكانة في الداخل الصهيوني والخارج الدولي بان اسرائيل لا زالت الدولة التي لا تقهر والتي تراجعت تلك الهيبة وكادت تنتهي بعد عملية طوفان الاقصى المبارك ، وعلى الصعيد الشخصي للنتن ياهو ازدادت شعبيته في الشارع الاسرائيلي بعد ان كان محل سخرية ومقت غالبية الشعب الاسرائيلي ، أما على المستقبل البعيد التي ارادت دولة الكيان ارسالها فقد كانت موجهة لقادة وزعماء ورؤساء المنطقة العربية أن لا بقاء لكم في كراسي الحكم الا بالتطبيع مع اسرائيل ونيل رضاها ورضا امريكا ..

إن حادثة اغتيال هنية داخل الاراضي الايرانية هو في الحقيقة اعتداء على ايران كدولة ذات سيادة ، فهل سيكون الرد الايراني على الاعتداء السافر الاسرائيلي ردا يرقى الى مستوى الاعتداء على ايران بما يعيد لها هيبتها واعتبارها ومكانتها في اوساط المجتمع الدولي أم سيكون غير ذلك ؟ الحقيقة إن الاجابة على هذا التساؤل مناط بالدولة الاسلامية الايرانية ، فالرد الايراني يجب أن يكون من أجل ايران في المقام الاول قبل أن يكون ثأرا لدم الشهيد المغدور به الدكتور اسماعيل هنية ، والأكيد وجميعنا يعرف أن حادثة الاعتداء الصهيوني واغتيال اسماعيل هنية هو حادث اعتداء واغتيال دولة وليس شخص بذاته ، ايران اليوم على المحك على مستوى كل الاصعدة فإما تكون أو لا تكون ، أما الصهاينة بعد تحقيقهم عمليتي الاغتيالات الناجحة في الضاحية الجنوبية للقائد فؤاد شكر ، وللشهيد الدكتور اسماعيل هنية فقد نزل المستوطنين الصهاينة للشوارع يقسمون الحلوى ابتهاجا بذلك الانجاز وحادثتي الاغتيال لرمزين من رموز المقاومة كثيرا ما نكلوا بالكيان المحتل وصدعوا رأسه .

حول الموقع

سام برس