بقلم/ محمد العزيزي
ناصر ،كان كغيره من اليمنيين طائرا من الفرح، محتفيا بلاعبي منتخب الناشئين وأعضاء بعثة المنتخب الذين حققوا منجز كأس غرب آسيا للناشئين وفاز حينها على نظيره المنتخب السعودي ، كان ناصر كالنحلة في خدمة المنتخب ،رافقهم على مدار الساعة يوصلهم إلى حيث يريدون وأينما كانت وجهة أعضاء البعثة واللاعبين وفي أي وقت.

هكذا كان ناصر عبدالرحمن علي سلام الصلوي سائق منتخب الناشئين عام ٢٠٢١ ، الباص السياحي التابع لشركة "ترابط " السعودية الراعي الرسمي لنقل المنتخب الوطني للناشئين وبترخيص من السلطات السعودية وهو أي ناصر الصلوي مجرد سائق باص للشركة مهمته خدمة ونقل البعثة لا أقل ولا أكثر ، وبقدرة قادر وبعد إنتهاء المنافسة وإقامة التكريم ومغادرة المنتخب قصر هادي ،وفجأة وجد السائق الصلوي نفسه متهما وصدر حكما قضائيا سعوديا ضده بالحبس ل ١٢ عاما ظلما ، والأكثر إلاما وقهرا سكوت الحكومة اليمنية في صنعاء وعدن عن مصير شخص يمني ذنبه أنه سائق المنتخب.

حكاية السائق ناصر الصلوي وبحسب إفادة أقاربه والمسؤولين في الشركة السعودية واسمها ترابط للنقل الجماعي السياحي أن المذكور كان آخر مشوار له مع المنتخب الوطني للناشئين هو يوم تكريم المنتخب حيث أوصل البعثة إلى منزل أو مقر إقامة عبدربه منصور هادي لتكريم المنتخب الفائز بالبطولة ومن ثم مغادرة المنتخب إلى أرض الوطن أو التوجه إلى مدينة القاهرة المصرية لتكريمهم من قبل الاتحاد حسب البرتوكول المعد لهم ، وهناك وبحسب المعلومات أنه تم القبض عليه بعد التكريم وإيصاله المنتخب لمقر إقامته وحينها طلبت الشرطة السعودية من السائق بالعودة إليهم بعد إيصال المنتخب للفندق، وأن سبب القبض عليه وفقا لإفادة أهله، بتهمة دخوله القصر بدون تصريح وهو الذي دخل مع المنتخب فرحا مبتهجا ومحتفلا بفريقه الذي حقق أول انتصار رياضي سجل لليمن، وثانيا كونه يمني وسائق ومرافق المنتخب ليس إلا .
المهم كانت أول التهم أنه دخل القصر وحضر الحفل والتكريم بدون صفة ، وبعدها توالت عليه التهم المنسوبة إليه وبأنواع مختلفة كما هو حال كل الأنظمة العربية عندما تسوق التهم لأي شخص ، في ظل سكوت وعلم رئيس الشرعية هادي والسفارة اليمنية هناك بالحادثة ،وأيضا اتحاد كرة القدم اليمنى الذي أبلغ من البعثة بما حصل ،وكان من ضمن تلك التهم التي أدت في نهاية المطاف إلى حكم جائر وظلما بالسجن ١٢ عاما، قد قضى منها خمس سنوات ،بأنه يعمل مع غير الكفيل الذي منح من خلالها الفيزا والإقامة بالمملكة، وبالرغم من أن الرجل كان يعمل مع شركة سعودية مرخصة من قبل السلطات السعودية تم معاقبة السائق اليمني إن كان مخالفا ،ولم تحاسب الشركة السعودية التي سمحت له بالعمل معها بالمخالفة طبعا إين كانت القصة والرواية والتهمة المنسوبة إليه صحيحة.
والمعلومات التي حصلنا عليها أنه وبالوقت الذي كان لا توجد أعمال أنذاك بسبب انتشار مرض كوفيد كورونا ، تؤكد الشركة السعودية أن السائق الصلوي كان يعمل مع الشركة" ترابط " تحت التجربة ليتم نقل الكفالة من الكفيل السابق للشركة المذكورة وتصبح هي الكفيل الجديد.
لم تقف التهم المنسوبة لسائق منتخب الناشئين ناصر الصلوي عند هذا الحد بل وصل بهم إلى إتهامه بتهمة التخابر لجهات إرهابية خارجية ويقصد هنا الجهات الإرهابية جماعة الحوثي طبعا وذلك بسبب وجود مجموعة واتس آب في تلفونه ووجود عناصر فيها يتبعون أنصار الله مع العلم كما يؤكد أهله أنه لم يشارك في هذه المجموعة حتى بكلمة واحدة، وفي الأخير كانت النتيجة الحكم عليه ب 12 سنة سجن .
هذه القصة الإنسانية المؤلمة التي وقع فيها سائق المنتخب ناصر الصلوي هي كارثية بما تعنيه الكلمة من معنى أن تتحول بقدرة قادر إلى متهم ، وبعلم الحكومة وتواطؤ من السفارة اليمنية واتحاد كرة القدم اليمنى والشركة العامل فيها ومن الحكومة التي غضة طرفها عن معاناة مواطن يمني تعلم بقضيته ولم تحرك ساكنا، والله إنها من البواطل والقهر أن يقضي يمني عقوبة السجن لمدة ١٢ عاما في تهم كيدية تافهة وظالمة لا ترق لتكون جريمة تصل عقوبتها لكل هذه السنوات ويقضي كل هذه العقوبة لأنه فقط كان فرحا ومحتفلا بمنتخب بلاده الفائز وسائقا للحافلة السياحية الخاصة بهم .
من هنا أناشد حكومتي صنعاء وعدن والاتحاد العام للكرة والمسؤولين في السفارة وكل من لديه نخوة أو قدرة للتدخل لدى السلطات السعودية لإطلاق سراح سائق منتخب الناشئين ، وأدعو كل نشطاء التواصل الاجتماعي التفاعل مع قضيته وإيصال مظلومية الصلوي للسلطة السعودية للإفراج عنه وأن تتحول قضيته إلى قصة إنسانية يعلم بها القاصي والداني.. اللهم فرج كربة كل مظلوم إنك سميع مجيب وحسبنا الله ونعم الوكيل.

حول الموقع

سام برس