بقلم/ عبدالله عبدالسلام
ماذا فعل الزمن بالمنطقة المسماة الشرق الأوسط؟ هل التدخل الأجنبى مازال سبب عدم استقرارها؟ وكيف تعاملت دولها وشعوبها مع العولمة، ولماذا نسيت تاريخها؟ أسئلة كثيرة يطرحها عالم السياسة الأمريكى روبرت كابلان فى كتابه الصادر قبل شهور: «نول الزمن.. بين الإمبراطورية والفوضى، من البحر المتوسط إلى الصين». والنول آلة نسيج يدوية استخدمها المصريون قبل 4 آلاف عام.

يقول: لم تعد هناك إمبراطوريات، ومع ذلك لم يحل الشرق الأوسط مشاكله. ينسى كابلان دور إسرائيل كوريث للإمبراطوريات الغربية، بل إنه يدعو لدور أمريكى إمبراطورى يسهم فى تهدئة الأوضاع بالمنطقة التى يرى أنه من الأصوب تسميتها الشرق الأوسط الكبير الممتد من البحر المتوسط شمالاً، وإثيوبيا جنوباً حتى غرب الصين. لكن أفضل ما فى الكتاب بعيدا عن الآراء الداعمة لغزو العراق ولإسرائيل أن المؤلف زار المدن الكبرى بالمنطقة وبينها القاهرة، وخالط الناس، فجاء الكتاب متميزا بالحيوية ومعرفة توجهات الناس عن قرب.

«لا يزال الرجال والنساء يسيرون فى مجموعات، وأحيانا يمسكون أيادى بعضهم البعض. يرتدون ملابس غربية بدلا من ملابس السبعينيات وما قبلها، الأقرب إلى الأزياء التقليدية. عدد لا بأس به من الفتيات يرتدين الحجاب والثياب السوداء الضيقة. كانت أذرعهن عارية فى حالات قليلة، كاشفات عن أنفسهن ومتغطيات فى الوقت نفسه». هكذا كتب كابلان عن القاهرة 2022. ويضيف: «فى الشرق الأوسط، ترى طبقة عالمية منتشرة تستخدم الآى فون ويستمعون للموسيقى الغربية. وهناك قطاعات أخرى ترفض العولمة. ربما لأنهم لا يستطيعون المنافسة، أو يشعرون أن ذلك يسىء إلى قيمهم».

ملاحظة ثاقبة يبديها المؤلف.. أن المصريين ينسون تاريخهم. يقول: «كان هناك سياسى عظيم فى عشرينيات القرن الماضى اسمه سعد زغلول. وخلال الربيع العربى 2011، لم تسمع اسمه على الإطلاق. زغلول قاد ربيعا آخر ضد البريطانيين لكن لا ذكر له الآن. إنه لأمر مدهش كيف يمكن لجوانب مهمة من التاريخ أن تضيع بين الشقوق». جزء من عدم الاستقرار فقدان الثقافة ونسيان التاريخ. الازدهار فى عصر العولمة يتطلب أن تظل الذاكرة حية.

[email protected]
نقلاً عن الاهرام

حول الموقع

سام برس