بقلم/القاضي حسن حسين الرصابي
شهد المجتمع الدولي، منذ بدية القرن 21 وحتى اليوم حروباً ضارية استخدمت فيها خلاصة ما جادت به عبقرية الإنسان من وسائل الشر والإيذاء والهدم والدمار .. ليست حرب أفغانستان سوى حلقة متصلة من القرن الذي سبق ثم تتالت الحروب في سلسلة متصلة بدءً بالحرب في ليبيا وأوكرانيا ثم الحرب الحالية الظالمة وغير المتكافئة في غزة ولبنان وقبل ذلك في اليمن وغيرها خير مثال على ذلك التوحش والطغيان والظلم واختلال ميزان العدل والكيل بمكيال التطفيف حينما يكون .
وإذا كان القانون الدولي المعاصر يحرم التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أخرى أو على أي وجه آخر لا يتفق وميثاق الأمم المتحدة بحيث أصبحت قاعدة تحريم استخدام القوة المسلحة فيها في غير الحالات الاستثنائية التي يباح استخدام القوة المسلحة فيها قاعدة آمرة لا يجوز الخروج عليها أو الاتفاق على ما يخالفها.
كذلك فإن الشريعة الإسلامية لا تبيح استخدام القوة المسلحة إلا استثناء لدفع العدوان، ورفع الظلم ونصرة الحق، وللدفاع عن الدعوة الإسلامية وتأمينها من أي اعتداء، مع مراعاة أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف، وإنما كان القتال لمن تصدى للدعوة الإسلامية واعترض طريقها، ورفض الإسلام، أو العهد، فمن لم يعتنق الإسلام وظل على دينه فإن الإسلام يحرم قتاله ما دام تعاهد مع المسلمين على السلم واحترام هذا التعاهد.
وبالرغم من عدم مشروعية الحرب الهجومية في الإسلام،وفي الشرائع التي سبقته من يهودية ونصرانية وفقاً للرأي الأرجح وكذلك في القانون الدولي المعاصر، إلا أنه مع ذلك تحدث الحروب، ويقع العدوان وتنتهك المبادئ القانونية والإسلامية على أيدي الطغاة الصهاينة الخارجين عن قواعد القانون والمنتهكين للشرائع والقيم الأخلاقية والإنسانية، ومن هنا كان من الضروري البحث عن الحماية الضرورية لضحايا الحروب من القتلى والجرحى والمرضى والأسرى والغرقى والمفقودين والمدنيين والأعيان المدنية.
وبسبب ما أصاب البشرية خلال الحروب المعاصرة، الدولية والداخلية على حد سواء، من فظائع وأهوال ومآس، فقد اتجه المفكرون والفقهاء والساسة والهيئات الدولية والوطنية والعديد من الدول إلى المطالبة بالعمل على الحد من آثار الحرب وعدم تجاوزها للضرورة العسكرية، وتهذيبها بحيث تتفق مع الهدف من الحرب من ناحية، ومع المبادئ الإنسانية من ناحية أخرى.
لذلك فقد بُذلت العديد من الجهود التي توجت بإرساء الكثير من القواعد العرفية والاتفاقية لحماية ضحايا النزاع المسلح والأموال والممتلكات الضرورية لهم، وتنطوي هذه القواعد على نقل الأفكار والقيم الأخلاقية، وبالأخص الإنسانية إلى مجال القانون الدولي العام
وقد أطلق على قواعد القانون الدولي العام التي تحمي حقوق الإنسان أثناء النزاعات المسلحة اصطلاحا القانون الدولي الإنساني، وذلك لإضفاء الطابع الإنساني على قواعد قانون النزاعات المسلحة، ويرجع الفضل في استخدام هذا الاصطلاح إلى اللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر، حيث أصبح هذا المصطلح من المصطلحات المتفق عليها حالياً دون خلاف، وذلك للدلالة على حقوق الإنسان أثناء النزاعات المسلحة لكن نُبين بان حروب إسرائيل الصهيونية منذ تأسيسها كلها حروب ظالمة لا تقرها الشرائع السماوية جميعها وبعيدة عن مفهوم القانون الدولي الإنساني في الفقهين الوضعي والإسلامي ..
حروب ليس لها سند
كل حروب إسرائيل تنتهك القوانين والشرائع السماوية والقوانين الوضعية .. وإلا كيف نفسر قتل المدنيين العزل غير المحاربين وسحق المدن وتدمير البيوت على ساكنيها من دون أي مسوغ قانوني هو اذا طغيان ودمار وحرب إبادة وجرائم حرب ثم إذا دافع صاحب الحق والأرض تقوم قائمة تلك الدول التي تسمى في العرف دول عظمى المفترض بها أن تكون راعية لنصوص القانون الدولي فالحقائق واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار لا لبس فيها وإنما اختلال ميزان العدل والكيل بمكيالين نرى تلك الدول تتغاضى عن القرارات الدولية وعن احكام منظمة حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية.. ثم نرى استهتار إسرائيل الصهيونية بكل القيم الدولية والانسانية حيث ترمي كل القرارات والقوانين الدولية ورائها دون أن تخضع للنظم الدولية وحتى شاهدنا مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة يمزق قانون هيئة الأمم امام العالم وفي جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة ولم نسمع إدانة من أي دولة ما هذا بالله إن الميزان المختل ..
في حرب غزة شاهدنا ما يندى له جبين الإنسانية من الجرائم ولا يزال القتل والمجازر الفظيعة مستمرا حتى اليوم .. حروب لا إنسانية بكل المقاييس ففي حرب لبنان استخدمت إسرائيل أساليب استخباراتية قذرة تمثلت في استخدام مخابراتي قذر بتوظيف تكنولوجيا البيجر لاغتيال جماعي للبنانيين واستخدام طائرات الاف 35في اغتيال قيادات حزب الله في اوساط الناس ووسط الاعيان المدنية هذه الأساليب كلها مدانة في نظر القانون والاعراف الدولية لكن في شريعة الغاب والصهاينة أبيحت .. فأين حماية السكان المدنيين وأين حماية الإعلاميين أين حماية الجرحى والمرضى والموتى والمنكوبين في البحار والأعيان المدنية .. ؟؟!!! ان الصهيونية تحارب دون قيود رغم مخالفتها لنصوص ومواد القانون الدولي الحالي وكتب الشرائع السماوية الثلاث لكن من يكبح يكبح جماحهاومن يلجمها .. ؟