بقلم/ الدكتور / علي أحمد الديلمي
مستقبل اليمن في ظل التطورات الجديدة في المنطقة خصوصا بعد تصاعد الحرب في لبنان واحتمالات توسعها على مستوى حرب شامله في كامل المنطقة وهل ستتدخل السعودية والامارات عسكريّا من جديد وتُعيد رسم المشهد اليمني أم ستترك الوضع داخل اليمن للمُناحرات الداخليّة والخارجيّة وتراقب مايحدث من تطورات من بعيد ؟.

أعتقد أنّ قضيّة التدخل العسكريّ السعودي الاماراتي المُباشر والمُنفرد من جديد لا يُمكن أن تكون فعالة ولكن ربّما ستتدخل السعودية سياسيا بشكل اكبر بالاشتراك مع الامم المتحدة وغيرهامن الدول التى لها مصالح كبرى في اليمن و لها علاقة بحسم تصاعد التهديدات العسكرية في البحر الأحمر


فشلت القوى السياسيّة اليمنية في إنهاء خلافاتها حول السلام والوحدة والدولة الاتحادية ودخلت اليمن في دوامة الصراعات والحروب المستمرة
ولهذا أتصوّر أنّ اليمن مُقبل على مرحلة تغيير بشكل ما ولا يُمكن تحديد وقتها أو رسم ملامحها بسهولة بسبب عدم وجود رؤية واضحة من الأطراف السياسيّة اليمنية حول ماذا تريد الوصول اليه ومع هذه التطوّرات أظنّ أنّ هنالك العديد من المُفاجآت والأحداث الغامضة التي تنتظر اليمنيين خصوصا بعد ان فقدت الاطراف السياسية ارادة الفعل وينتظرون الفاعل


وقد نكون أمام سيناريوهات جديدة مُعدّة سلفا كما حدث في فترات سابقه وما يُعزّز هذه الرؤية المستقبليّة الاستشرافيّة هو التسريبات الكثيرة التي ظهرت فجأة وكأنّنا أمام خُطّة لتهيئة أرضيّة التغيير المرتقب والتى ربما تؤدي الى حروب جديدة بهدف تغيير الواقع الموجود اليوم والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل ستخوض اسرائيل حربها القادمة في اليمن وستقدم على تنفيذ اغتيالات بحق قيادات في جماعة الحوثي قد تؤدي إلى تغيير بيئة الواقع السياسي داخل اليمن لكن من غير الواضح أن الأمر يبدو سهلاً فالبيئة اليمنية مختلفة عن الوضع في لبنان وسوريا نظرا لبعد المسافة وطبيعة الأرض اليمنية وتضاريسها الصعبة ولكن طبيعة التهديدات الاسرائيلية وماحدث في غزة والضاحية الجنوبية ودمشق يجعلنا نتوقع ان تكرار مثل هذا السيناريو في صنعاء واليمن قد يكون أمراً غير مستبعدا

*سفير بوزارة الخارجيه

حول الموقع

سام برس